طالبت الحكومة اليمنية، فجر الأحد، السلطات العراقية بتوضيح موقفها الرسمي من استقبالها وفداً من مليشيات الحوثيين، الأحد الماضي، واعتراف مسؤولين في بغداد بـ"المجلس السياسي الأعلى" المشكل من قبل الحوثيين، وموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وشددت الحكومة اليمنية على أن الاستقبال والتصريحات، "مخالف لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي صدر بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وتحدٍّ واضح لإرادة الشعب اليمني والإجماع العربي والدولي المؤيد للشرعية وإنهاء الانقلاب".
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، عن مصدر مسؤول في مجلس الوزراء، لم تسمه، أن "غموض الموقف العراقي الرسمي تجاه استقبال وفد مليشيا الحوثي، والسكوت عن الترويج الإعلامي لهذا الوفد عقب لقاءاته بمسؤولين عراقيين في بغداد حول اعتراف الحكومة بالمجلس السياسي للانقلابيين (في إشارة إلى الحوثيين)، يستدعي من الرئاسة والحكومة العراقية إصدار توضيح عاجل حيال هذا الأمر".
وأشار المسؤول إلى أن "جمهورية العراق، ومن خلال عضويتها في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، ساندت الإجماع العربي والدولي المؤيد لإنهاء الانقلاب وعودة الحكومة اليمنية الشرعية، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الصادر تحت الفصل السابع".
وأعرب المسؤول الحكومي عن الثقة "بأن جمهورية العراق الشقيقة حريصة على التضامن العربي، وأن الحكومة اليمنية تتوقع من خلال الإعلان عن موقف رسمي أنها لن تقف إلى جانب المليشيات الانقلابية التي تعبث باستقرار اليمن وتهدد الأمن العربي والإقليمي".
ولفت إلى أن "الانقلابيين رفضوا السلام خلال مشاورات الكويت، مستمرين في خيارهم بقتل الشعب اليمني وتدمير مؤسسات الدولة وقطع أرزاقه تحت شعارات زائفة وتصرفات طائفية لم يشهدها اليمن ولن يقبلها".
وجدد المصدر التأكيد على ضرورة صدور بيان من الرئاسة والحكومة العراقية، لـ"وضع حد للتضليل الإعلامي، والالتباس القائم حول موقفها الرسمي من تصريحات وفد الانقلابيين الحوثيين الذي زار بغداد مؤخراً والتقى بعدد من المسؤولين العراقيين".
وأكد أن الحكومة اليمنية "تنتظر وتأمل صدور توضيح رسمي من الرئاسة أو الحكومة العراقية، وستعتبر استمرار تجاهل هذا الأمر عراقياً موقفاً لا يقل ألماً، ويستوجب أخذه في الحسبان".
وكان وفد الحوثيين في مشاورات الكويت قد زار، الأسبوع الماضي، بغداد لمدة خمسة أيام، والتقى عدداً من المسؤولين العراقيين، كما زار المزارات الشيعية في كربلاء.
ونقل ناطق الحوثيين، رئيس وفدهم، محمد عبد السلام، أن وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، ورئيس الوزراء، حيدر العبادي، اعترفا بما يسمى بـ" المجلس السياسي" الذي شكله الحوثيون وصالح لإدارة شؤون الدولة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
وخلافاً للقائه وزير الخارجية ورئيس الوزراء، لم يذكر ناطق الحوثيين أن رئيس العراق، فؤاد معصوم، قد اعترف بالمجلس السياسي، في لقائهم الأخير به.