تشهد مدن الضفة الغربية المحتلة حصاراً خانقاً من قبل جيش الاحتلال بعد عملية أسر ثلاثة جنود إسرائيليين في مدينة الخليل، وشدد الاحتلال من عملياته في مناطق الضفة ليعتقل العشرات من الفلسطينيين بينهم نواب في المجلس التشريعي، في حين أصيب أربعة فلسطينيين بعد سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة من القطاع، كما استشهد شاب في مخيم الجلزون شرقي رام الله، وفرضت سلطات الاحتلال طوقا امنياً مشدداً حول الأقصى، في وقت اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو بالرئيس الفلسطيني محمود عباس لأول مرة منذ عام للإسهام في التوصل للجنود المفقودين.
وداهمت القوات الإسرائيلية ست بلدات فلسطينية وشنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف قيادات حركة "حماس"، حيث اعتقلت قرابة 40 فلسطينياً بينهم رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك، إضافة إلى نواب ووزراء سابقين، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ بدء العملية إلى 180.
في مخيم الجلزون قرب رام الله، استشهد شاب فلسطيني يبلغ من العمر 20 عاماً، وأصيب آخرون بعد رشقهم قوات الاحتلال بالحجارة، كما أصيب ثلاثة فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إلى جانب العشرات بحالات اختناق، في مواجهات مع الاحتلال في بلدة بيت أمر شمال الخليل، واندلعت مواجهات أمام حاجز قلنديا جنوب رام الله وأصيب خلالها شاب فلسطيني برصاصة في صدره.
وأصيب أربعة مواطنين فلسطينيين بينهم طفلان في 6 غارات شنتها طائرات حربية إسرائيلية، واستهدفت مواقع تدريب للمقاومة الفلسطينية وأهدافاً متفرقة في قطاع غزة.
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال بيني جانتس إنه يستعد لتوسيع عملياته . وأضاف في تصريحات "لدينا هدف هو العثور على هؤلاء الجنود الثلاثة وإعادتهم، وتوجيه أقسى ضربة ممكنة ل"حماس"، وهذا هو ما سنفعله . وأكد تساحي هنجبي نائب وزير الخارجية "الإسرائيلي" أن البحث يجري في منطقة الخليل وإن القوات لم تركز بعد على حي بعينه . وحمل نتنياهو حركة "حماس" مسؤولية اختفاء الجنود، وقال إن "إسرائيل" تحمل الرئيس عباس مسؤولية عودتهم . في وقت اتصل نتنياهو بعباس، لأول مرة بعد قطيعة استمرت عاماً، حيث تركز الاتصال على متابعة قضية الجنود الثلاثة الذين اختفت آثارهم الخميس الماضي، والتصعيد "الإسرائيلي" الحاصل، من دون إبداء مزيد من التفاصيل . وزعم نتنياهو في المكالمة أن الخاطفين انطلقوا من أراضي السلطة الفلسطينية وعادوا إليها، مشيراً إلى أن "المصالحة بين "فتح" و"حماس" أدت لانعكاسات سيئة للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة على حد سواء".
وفي بيان منفصل قال مكتب عباس إن الرئاسة الفلسطينية "تدين سلسلة الأحداث التي جرت الأسبوع الماضي ابتداء من أسر ثلاثة جنود إسرائيليين وانتهاء بسلسلة خروقات الاحتلال المتواصلة" في إشارة إلى العمليات العسكرية والاعتقالات التي قامت بها إسرائيل
وتدرس سلطات الاحتلال إمكانية إبعاد قيادات حركة "حماس" في الضفة الغربية المحتلة إلى الخارج، وذلك ضمن الإجراءات العقابية على عملية خطف الجنود الثلاثة . وذكرت القناة الثانية للتلفزيون "الإسرائيلي" أن قيادة الاحتلال تدرس القيام بعدة خطوات بعد تهيئتها عبر النظام القضائي والأمني في "إسرائيل" ومن بينها إبعاد نشطاء من "حماس" إلى الخارج إضافة إلى عقوبات أخرى .
على صعيد متصل، فرضت سلطات الاحتلال طوقاً أمنياً، مشدداً حول مداخل المسجد الأقصى المبارك، ومنعت المصلين من الوصول إليه، وعاودت إغلاق بوابات المسجد، ومنعت المواطنين الذين تقل أعمارهم عن ال 50 عاماً من دخوله، الأمر الذي دفع الكثير من المصلين لتأدية الصلاة في الطرقات.