أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

قانون الاستغناء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-04-2017


في روايته «المخطوط القرمزي»، التي نال بها جائزة بلانيتا كأهم جائزة للرواية الإسبانية، يسرد أنطونيو جالا حياة وسيرة «أبو عبد الله الصغير» آخر ملوك بني أمية في الأندلس، على شكل يوميات عثرت عليها بعثة فرنسية ضمن مخطوط قرمزي اللون «لون الورق الذي كان يستخدمه آخر ملوك الأندلس»، بحسب مقتضيات السرد الروائي للرواية!

في أحد فصول الرواية يتحدث أبو عبد الله عن طفولته فيقول: «أتمنى أن تكون طفولة ابني أكثر فرحاً من طفولتي، أتصور أن الطفولة كنز ينتزعونه منا شيئاً فشيئاً، لذلك أتمنى أن يجد ابني أشخاصاً كالذين التقيتهم خفية تقريباً، وهم من قربني من العالم، ولولاهم لما عرفت شيئاً، أو لكان ما عرفته عن الحياة الحقيقية قليلاً، فمنهم تعلمت لغة الصدق، والفضاء المتنوع، ونبض المشاعر الأولية التي هي الأنقى، بعيداً عن قناع المجاملة التي تشوهها إلى حد الاقتلاع»!

مع استمرارك في القراءة، تكتشف هؤلاء الذين أشار إليهم أبو عبد الله الصغير بقوله: «الأشخاص الذين قربوه من العالم..» إنهم مرضعته صبح، والبستاني الذي عمل في قصر جده، ووالده فائز الجنائني، وعمه السمين جداً يوسف، وخادمه الزنجي مولى، وبالفعل فهي شخصيات ثرية جداً، اجتهد المؤلف في رسمها بعناية، جاعلاً منها محركات مؤثرة في حياة ملك تضاربت الأقوال حول دوره في سقوط غرناطة وتسليم مفاتيحها للفرنجة، وخاصة في ظل تلك العبارة التقريعية المؤلمة «ابك اليوم مثل النساء ملكاً لم تحفظه كالرجال» المنسوبة إلى والدته وهي تبحر معه من الأندلس متوجهين إلى منفاهما الأخير في المغرب!

يستوقفك في الخادم مولى فلسفته في الحياة، خاصة عندما كان يقول للأمير وهو صغير: «تعلمت من الأندلسيين أيها الأمير أفضل درس، تقليص الحاجات من أجل تقليص العذابات، فالحاجات يكلف إشباعها كثيراً»، بهذا الدرس توصل «مولى» إلى أن الأشياء التي يحتاج إليها صارت قليلة جداً، وأن هذه الأشياء القليلة صار مع الزمن يحتاج إليها بشكل أقل فأقل، وبذلك توصل إلى سر السعادة الحقيقية التي لا تكمن في أن نمتلك ولكن في أن لا نحتاج!

اليوم وحين تتلفت حولك تجد أن جذر الصراع قائم على تضخيم المعنى المعاكس لما قاله «مولى»، فمعظم الناس تضخم احتياجاتها وما تملك، حتى تشعر بالقوة والنفوذ كما يعتقد الكثير من الناس، وبذلك فهم كلما امتلكوا أكثر صاروا يحتاجون أكثر، والدائرة مفرغة لا تنتهي! يقول سقراط: «من يستطع أن يستغني عن الضروري يكن من أقوى البشر»!