"تحالف الرياض": المعلومات "أردنية" والتجسس "إسرائيلي" والتمويل "خليجي"
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
23-05-2017
ما الذي يعنيه الحديث مجدداً في إعلان الرياض عن تحالف إستراتيجي جديد مع الولايات المتحدة لمواجهة «الإرهاب» حصرياً في العراق وسوريا؟
الجواب على هذا السؤال تحديداً قد يفسر الكثير من المعطيات وأهمها أسباب وخلفية القمة الإسلامية الأمريكية الجديدة التي يمكن ببساطة ملاحظة أنها تؤسس تحالفاً يخلو هذه المرة من الدول الغربية ومن الجانب الروسي وبصورة توحي بأن التحالف الدولي المؤسس أصلاً ضد تنظيم «الدولة» وبعضوية نحو 30 دولة وكانت الأرض الأردنية مسرح عملياته وغرفته المركزية لم يعد قائماً أو لم يعد فاعلاً وناشطاً، بحسب صحيفة "القدس العربي" اللندنية.
بكل الأحوال استثمر الجانب السعودي المضيف المناخ بوجود الرئيس دونالد ترامب وأعلن عن قوة عسكرية قوامها 34 ألفاً من المقاتلين يفترض بهم الالتزام بالنداء الرئيسي الذي وجهه ترامب في قمة الرياض بعنوان «اطردوا الإرهابيين من أرضكم ومساجدكم».
فكرة أن يتولى المسلمون قبل غيرهم طرد الإرهاب والتصدي له بالمعنى الثقافي والأمني وحتى العسكري «أردنية» بامتياز وسبق للملك عبدالله الثاني ان طرحها علناً في خطابات عدة، الأمر الذي يوحي ضمنياً بأن الأردن «لاعب محوري» في الترتيبات الجديدة ليس فقط بحكم «خبراته المتراكمة ومعلوماته الموثوقة» كما يرى وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد مومني.
ولكن أيضاً بحكم «الملكية الفكرية» للتصور والمصلحة الذاتية المباشرة والدور وحكم الجغرافيا.
قمة الرياض بالخصوص أنتجت تصورات وعناوين عريضة ولم تغرق في التفاصيل وفي الوقت الذي بدت فيه العاصمة الأردنية معنية بالتفصيلات لا بل جزء منها بدا واضحاً لكل المراقبين بان الجهة الأقل حماساً هي مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي التي دخلت في حزمة من «الانتقادات» الحادة عبر لجان الكونغرس مؤخراً بسبب موسم «توزيع المساعدات» العسكرية، وفق مراسل الصحيفة في عمّان بسام البدارين.
عمان تبذل جهداً إضافياً خلف الستارة لإلحاق مصر بأي ترتيب جديد تحت نطاق الإستراتيجية الجديدة في مكافحة الإرهاب لكن وحسب معلومات خاصة بـ»االقدس العربي»، «الفتور السعودي» ملموس وواضح والرئيس المصري يصر على التمسك بقواعد اشتباك بلاده العسكرية مع شؤونها الداخلية وصعوبة إرسال أو توجيه قوات خارج مصر .
على نحو أو آخر يمكن للأردنيين تزعم حملة العلاقات العامة التي تجعلهم الأكثر جاهزية للتعاطي مع التصور الإستراتيجي الجديد القائم على فكرة تصدر الدول الإسلامية نفسها قبل غيرها لحملات مواجهة التطرف والإرهاب خصوصاً في سوريا والعراق وبعيداً لأسباب تكتيكية عن العامل الإيراني في المسألة وأحداث اليمن.
الأهم بالنسبة لعمان هو ما تقوله معطيات الواقع الميداني عند الإنتقال للمستوى التنفيذي في الخطة الإستراتيجية الجديدة التي دعمها بقوة الملك سلمان بن عبد العزيز وعبر تأييد فريد وعلني للخطاب الذي ألقاه الملك عبدالله الثاني في قمة الرياض بحضور ترامب.
بمعنى آخر يمكن القول سياسياً بأن ما قررته معطيات «إعلان الرياض» كانت تحضيراته الأولية قد بدأت فعلاً على الأرض وخصوصاً على نقاط التماس الأكثر شراسة ووعورة على حدود الأردن مع كل من العراق وسوريا.
هنا حصرياً لا بد من استعراض التالي: مشروع قطع الطريق على تنظيم «الدولة» بين العراق وسورية «فعال ونشط» أصلاً عبر القوات الأمريكية التي تركز بتشجيع أردني على هذا المحور بعد تحويل منطقة «رأس التنف» إلى مسرح عمليات عسكرية لتقطيع أوصال تنظيم «الدولة».
في الوقت نفسه الأردن يدعم مشروع تسليح العشائر السنية والدرزية في محيط السويداء وجبل العرب وحتى بعض أطراف درعا.
ليس سراً ان قوات «سعودية» تحديداً تتواجد منذ العام الماضي في بقعة محددة قرب بادية الشمال الأردنية من باب الحضور الوقائي في مثلث صحراوي وعر يشبك من جهة حدود سوريا والعراق ومن جهة اخرى يشبك الجانبين بحدود أردنية إمتدادها الطبيعي في العمق السعودي.
ليس سراً أيضاً ان المشروع الإستراتيجي الجديد سيعتمد على الدعم اللوجستي العسكري الأمريكي والتمويل السعودي و»خبرة المعلومات» الأردنية وتقنية الأقمار الصناعية الإسرائيلية وهو ما لا يتطرق له غالبية المحللين السياسيين لأن إسرائيل على نحو أو آخر وبصورة غير علنية وعبر بعض الدول العربية «تتعاون» مع التحالف الجديد لا بل تزوده بتقنيات التجسس والمراقبة الفائقة لأي تحرك على حدود العراق وسوريا مع الأردن.
بمعنى آخر يتحدث إعلان الرياض عن معطيات قائمة بالفعل على الأرض وتم التمهيد لها في المثلث الصحراوي وطوال جبهة البادية الشمالية الأردنية المشتركة عملياً مع السعودية والعراق حيث يتوقع ان تصبح بعض مناطق جنوبي سوريا ومنطقة الطبقة مسرح العمليات للتحالف الجديد بإسناد جوي أمريكي وليس بمحافظتي الرقة والأنبار في سوريا والعراق.