قال مسؤول في الاستخبارات الأميركية الأربعاء (6/25) إن من وصفهم ب"المتشددين السنة" قادرون على الاحتفاظ بالمناطق الشاسعة التي سيطروا عليها في شمال العراق وغربه ما لم تشن الحكومة في بغداد هجوما مضادا كبيرا. في حين بدأت الدفعة الأولى من المستشارين العسكريين الأميركيين عملها في العراق لمساعدة القوات الحكومية في وقف زحف «الدولة الإسلامية للعراق والشام» المعروفة باسم «داعش» على المدن العراقية، والذين هددوا على موقع إلكتروني بمهاجمة الأميركيين في حال توجيه ضربات جوية أميركية إليهم، وسط تطلع بغداد إلى تدخل أميركي حقيقي يؤدي إلى «مساعدة حقيقية» للعراق.
وقال المسؤول الاستخباري الأميركي الذي طلب عدم نشر اسمه إن تنظيم «داعش» الذي سيطر على مدينة الموصل في الشمال في 10 يونيو ويتقدم منذ ذلك الحين دون أي مقاومة تذكر نحو بغداد، هو في أقوى حالاته «منذ سنوات».وأضاف أن التنظيم يخاطر بفقد السيطرة إذا ما توسع بسرعة كبيرة.
وتابع المسؤول أن التنظيم لا تعوزه الأموال والسلاح بعد أن سيطر على معدات عسكرية في سوريا والعراق وجمع أموالا من خلال عمليات خطف وسرقة وتهريب وابتزاز، بما في ذلك فرض «ضريبة على الطرق» في الموصل. ولكن المسؤول شكك رغم ذلك في صحة تقارير إعلامية تفيد أن إيرادات التنظيم ارتفعت إلى مئات الملايين من الدولارات، وأشار إلى أن غنائمه في الموصل لم تتجاوز «ملايين »الدولارات.
وذكر المسؤول أن التنظيم عزز قدرته على السيطرة على الأراضي والاحتفاظ بها بتكوين تحالفات مع عشائر وشخصيات دينية سنية في المنطقة، وتجنيد السكان المحليين في صفوفه. ولكن بعض التحالفات المحلية تظل هشة. وتسببت سياسات التنظيم في سوريا وممارسته العنف العشوائي في رد فعل عنيف هناك وإدانة من تبقى من القيادة المركزية لـ«القاعدة» التي تبرأت منه، وتبنت جبهة النصرة الذراع الرسمية لها في سوريا.
وتقدر وكالات الاستخبارات الأميركية أن تنظيم «القاعدة» دفع بأكثر من عشرة آلاف مقاتل، وأن ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف يقاتلون في العراق، والباقي في سوريا. ويقول مسؤولون إن من الصعب تقدير عدد الأجانب بين مقاتلي التنظيم في العراق حاليا.