أحدث الأخبار
  • 09:47 . الحوثيون يعلنون بدء مرحلة جديدة من التصعيد حتى "البحر المتوسط"... المزيد
  • 09:47 . دراسة: الغضب يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية... المزيد
  • 09:46 . مئات الأردنيين يتضامنون مع طلاب الجامعات الأمريكية والغربية... المزيد
  • 09:05 . وفاة الداعية والمفكر الإسلامي السوري عصام العطار... المزيد
  • 09:02 . مناورة "سعودية - أميركية" لمواجهة التهديدات... المزيد
  • 09:01 . تباطؤ حاد في نشاط القطاع الخاص بالدولة بسبب السيول... المزيد
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد
  • 12:14 . "دانة غاز": عودة الإنتاج في منشأة خورمور العراقية إلى مستوياته الاعتيادية... المزيد
  • 11:23 . "وول ستريت جورنال": الإمارات تفرض قيود على استخدام قواعدها لضرب أهداف في العراق واليمن... المزيد
  • 11:11 . الوحدة والعين في كلاسيكو مرتقب في نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي... المزيد
  • 11:09 . النظام السوري: إصابة ثمانية عسكريين بضربة إسرائيلية قرب دمشق... المزيد
  • 10:57 . تشيلسي يبدد آمال توتنهام في المشاركة بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:56 . الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني وسط ترقب لبيانات وظائف أمريكية... المزيد
  • 10:50 . إيران تدعو إلى تأسيس صندوق استثمار مشترك مع الإمارات... المزيد
  • 10:47 . بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.. بايدن يتهم الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ"العنف ومعاداة السامية"... المزيد
  • 10:46 . تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد

تجريم التعاطف.. حلقة جديدة في مسلسل خنق حرية التعبير

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 21-06-2017


يأتي القرار الأخير للنائب العام باعتبار أن إبداء أي تعاطف مع دولة قطر سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها حول ما  تتعرض له من إجراءات المقاطعة والحصار، يمثل جريمة قد تودي بصاحبها إلى السجن من 3 إلى 15 سنة، وغرامة مالية لا تقل عن نصف مليون درهم، ليعكس حالة خنق حرية التعبير الذي تعيشه الدولة في ظل استمرار سعي الجهات الأمنية للحجر على آراء المواطنين فيما يتعلق بمختلف السياسات التي تتخذها السلطات بعيداً عن الحالة الشعبية واتجاهات الرأي العام.

هذا القرار وما تبعه من قرارات حجب عدد من المواقع الالكترونية المحسوبة على قطر، يعكس هاجسا أمنيا من حقيقة الحالة الشعبية الرافضة لتلك القرارات التي لاقت استهجانا واستنكارا حقوقيا واسعا من قبل منظمات حقوق الإنسان عربيا ودوليا، والتي اعتبرت أن هذه الخطوات تأتي استمرارا لمسلسل طويل من الانتهاكات لحقوق الإنسان في الإمارات وحرية الرأي والتعبير، لاسيما منذ العام 2011 وانطلاق موجات الربيع العربي.

هذا الهوس الأمني لم يستثني أحدا سواء كان مواطنا أو مقيما أجنبيا في الدولة، ممن يتم اعتقالهم على خلفية "منشور" أو  "تغريدة" تكتب على مواقع التواصل الاجتماعي يصنف على أنه انتقاد للسلطات في الإمارات أو سياساتها، فكل ما يكتب في الفضاء الالكتروني يتم رصده  عبر شبكة أمنية الكترونية لا تتسامح مع أي انتقاد، حيث شهد العام 2016 وحده محاكمة 116 شخصًا من الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان.


مسلسل متواصل من الاعتقالات

فكان اعتقال خبير الاقتصاد الإماراتي الدكتور ناصر بن غيث على خلفية منشورات له على مواقع التواصل الاجتماعي انتقد فيها نظام الانقلاب في مصر إثر مجزرتي رابعة والنهضة والتي راح ضحيتها آلاف المصريين، حيث حكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة "إهانة رئيس أجنبي".


كما تم اعتقال الناشط الحقوقي البارز أحمد منصور في مارس 2017، وهو الحاصل على جائزة «مارتين أينالز»  للمدافعين عن حقوق الإنسان، بدعوى الاشتباه في استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي في نشر «معلومات مغلوطة وأخبار كاذبة من أجل إثارة الفتنة الطائفية والكراهية والإضرار بسمعة الدولة» بحسب التهم الموجهة إليه.

ويضاف إلى ذلك عشرات الحالات من الاعتقالات التعسفية على خلفية منشورات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها الصحفي الأردني تيسير النجار الذي حكم عليه بالسجن 3 سنوات على خلفية منشور انتقد فيه موقف الإمارات من العدوان على غزة عام 2015، و الحكم على الإماراتية «أمينة العبدولي» بالسجن لمدة خمس  سنوات بتهمة إنشاء حسابين على تويتر، ونشر معلومات تحرض على الكراهية ضد الإمارات، والمدون أسامة النجار وغيرهم الكثير.

وقد أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش لتجسس الحكومة على المعارضين، عندما نشرت في يناير الماضي، أن: «السلطات الإماراتية عززت بشكل كبير قدرتها على المراقبة الإلكترونية في إطار جهودها لقمع حرية التعبير"

 

قمع باسم القانون

وتلجأ السلطات الأمنية لاستخدام القانون لغطاء لهذه الممارسات التي تنتهك حرية الرأي والتعبير عبر سن قوانين تكرس قمع الحريات تحت مسميات "إثارة الفتنة" ، أو "الإضرار بالوحدة والسلم الاجتماعي" وغيرها من التهم الفضفاضة لملاحقة الناشطين السياسيين والحقوقيين، فكان قانون مكافحة التمييز في يوليو عام 2016، والذي «يجرم بث أو نشر أو نقل أي مواد  استفزازية بأي وسيلة كانت، بما في ذلك وسائل الإعلام أو الإنترنت».

كما جاءت التعديلات التي أضيفت لقانون العقوبات في ديسمبر الماضي، لتنص على انه: «يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن عشر سنوات كل من استغل الدين في الترويج بالقول أو الكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار من شأنها إثارة الفتنة، أو الإضرار بالوحدة أو السلم الاجتماعي»، فيما تسمح المادة 288 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الإماراتي «بعقوبة تتراوح بين 3 و15 عامًا في السجن لمن ينشر أي شيء على الإنترنت من شأنه تعريض أمن الدولة ومصالحها العليا للخطر أو المساس بالنظام العام" وغيرها من التعديلات التي تمثل سيفاً مسلطاً على حرية الرأي والتعبير.

فما هو الخطر الذي تشكله على الدولة تغريدة أو منشور على الفيس بوك يعبر فيها صاحبها عن رأيه في أي قضية داخلية أو خارجية تتعلق بالسياسات العامة للدولة، وإلى متى استمرار سياسة تكميم الأفواه وقمع الحريات التي تزيد من حالة الاحتقان الشعبي، فأمن الأوطان واستقرارها يتحقق بضمان العدالة والكرامة لمواطنيها ونيل حقوقه في التعبير عن آرائه بطريقة سلمية وحضارية لا سيما عبر العالم الافتراضي الذي بات عصياً على الوصاية والحجر عليه مهما تعددت الوسائل والأساليب الأمنية فيما يتعلق بالحجب أو التهديد.