قالت صحيفة “الغارديان” إن ولي عهد السعودية السابق الذي أطيح به الأسبوع الماضي مقيد الحركة في قصره بجدة في وقت يحاول فيه ولي العهد الجديد تقوية سلطاته وتأمين نقل السلطة.
ونقل مارتن شولوف عن مصدرين مقربين من العائلة المالكة تأكيدها وضع الإقامة الجبرية على الأمير محمد بن نايف (57 عاما).
وكان المسؤولون السعوديون قد نفوا ما ورد في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز″ بأنه “غير صحيح تماما”.
إلا أن مسؤولا آخر قال “إنها فترة تغيير ولا يريد بن سلمان أن يخاطر وهي ليست إقامة جبرية وليست هي كذلك”.
وكان الأمير بن نايف هو المسؤول الأمني الأول في البلاد ولمدة 15 عاما. وأقام علاقة قوية مع المسؤولين الأمنيين الأمريكيين والبريطانيين ونظر إليه حلفاء السعودية كشخصية موثوقة تدعو للإطمئنان.
وتقول الصحيفة إن علاقاته مع حلفاء السعودية واسعة أكثر من ولي العهد الجديد. وربما كانت هذه العلاقات السبب التي دعت محمد بن سلمان لتقييد حركته في الوقت الذي ينهي المرحلة الإنتقالية والتأكد من إمساكه بزمام الأمور، مع أن آل سعود حاولوا تقديم صورة عن عملية انتقالية سلسلة وظلوا يبثون عبر التلفاز اللقطات التي بايع فيها محمد بن نايف ابن عمه وليا للعهد.
وقال مسؤول سعودي إن التنافس بين الرجلين في المرحلة التي سبقت التغيير أدت لتراجع الثقة المتبادلة بينهما. وأضاف “لم يكن الأمر وكأن خنجرا دق بينهما”، بل “كانت تتعلق بالأمير الصغير الطامح بالوظيفة التي لم يكن يحبها الأمير الأكبر منه. ولم تنقطع العلاقة بينهما إلا أنه كان واضحا ان ابن الملك كانت لديه صورة ومكانة كانت بالضرورة من حقه. وكان الجميع يعرف هذا”.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز″ أن الأمير بن نايف وجد عندما عاد إلى قصره بعد إعلان الملك عن تعيين ابنه مكانه أن الحرس الذي كان يثق به تغير، حيث حل حراس من الموالين لمحمد بن سلمان.
ويعتقد أن الأمير بن نايف وأبناء عائلته المقربين منعوا من مغادرة المملكة.
وقال المسؤول “مع أن موقفه كان ليّناً إلا أنه قد يتغير بسرعة”، مضيفا أنهم لا يريدون سفر بن نايف إلى واشنطن في مزاج متعكر ويبدأ بإخبار كل شخص عن أسرار الدولة”. وقال ” هناك الكثير من المخاطر بالنسبة للسماح لشخص ساخط بالحديث في وقت كهذا”.
ويعلق كاتب المقال بأن التحرك الأخير ضد ولي العهد السابق جاء بعد سلسلة من التحركات من المملكة التي تفضل عادة السرية والحذر، منها محاصرة دولة قطر بقرار من ولي العهد الجديد ومواصلة الحرب في اليمن وخطط ثقافية واقتصادية طموحة. وكان بن سلمان محوريا في كل هذا حيث منحه والده البالغ من العمر 81 عاما حرية التصرف والتأثير على كل ملامح المجتمع السعودي.