أظهرت وثائق سُربت الليلة الماضية صورا لاتفاقي دول مجلس التعاون الخليجي اللذين تم التوقيع عليهما إثر الأزمة التي نشبت جراء سحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر عام 2013.
وتضمنت وثائق الاتفاق الأول الذي وقع عام 2013 بنودا بينها: عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، وعدم إيواء أو تجنيس أي من معارضي هذه الدول.
كما نص الاتفاق على وقف دعم جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجهات التي قد تهدد أمن دول الخليج، وعدم تقديم أي من دول مجلس التعاون الدعم لأي جهة في اليمن قد تشكل خطرا على دُوله.
وتضمنت وثائق الاتفاق الثاني الذي وُقع عام 2014 وضع خطة لتنفيذ الاتفاق ومراقبته، وعدم بث وسائل الإعلام أي موضوعات تسيء إلى دول المجلس، وعدم تقديم أي دعم مالي أو إعلامي لمعارضي هذه الدول.
افتعال الأزمة
من جهته، قال مدير مكتب الاتصال الحكومي لدولة قطر سيف بن أحمد آل ثاني إن أحكام ونصوص اتفاق الرياض تهدف إلى ضمان وتعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وجاء ذلك في رد على استفسار من شبكة "سي.أن.أن" بشأن نص اتفاق الرياض عام 2013 والاتفاق التكميلي عام 2014.
وأضاف أن السعودية والإمارات لم تلتزما باتفاق الرياض وآلية تنفيذه لنقل مخاوفهما المزعومة إلى دولة قطر قبل افتعال هذه الأزمة.
كما أوضح المسؤول القطري أن ما حدث أخيرا من هجوم وادعاءات غير مبررة بهدف الاعتداء على سيادة دولة قطر من جانب السعودية والإمارات، يعد انتهاكا صريحا وصارخا للنظام الأساسي لمجلس التعاون واتفاق الرياض وآلية تنفيذه.
وأشار إلى أن إطار الاتفاق واضح في التأكيد على سيادة الدول، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وأضاف أن مطالب هذه الدول لا علاقة لها مطلقا باتفاق الرياض، إذ تضمنت طلب إغلاق شبكة الجزيرة وفرض التفكك الأسري ودفع التعويضات.
من الذي سرب الاتفاق
اتهمت قطر "دول الحصار" بتسريب الاتفاق، مستدلة بأن الدول الأربع سارعت فورا على نشر بيان يؤكد أن قطر لم تلتزم بالمواد التي تم تسريبها، ما يشير أن صاحب المصلحة في التسريب كان دول الحصار، كما أن البنود التي تم تسريبها هي ما تعتبره هذا الدول منطبقا على الدوحة فقط.
واتهم الشيخ عبد الرحمن بن حمد أل ثاني، الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام في تغريدات له عبر حسابه في “تويتر” دول الحصار بتسريب اتفاق الرياض، لافتاً إلى أن ذلك يؤكد أنها تتخذ ذلك منهجا كما سربوا شروط إخضاع دولة قطر مسبقا.
واتهم أيضا دول الحصار بأنهم “يحاولون التضليل وأن دولة قطرهي المعنية باتفاق الرياض “وحدها”، مع أن كلمة قطر غير مذكورة. إذن هذه وثيقة جماعية على “الجميع″ أن يلتزم بها”.