قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إنها حصلت على معلومات حول ” الوضع الصادم ” في بلدة العوامية السعودية ، التي تشهد حصارا منذ مايو الماضي و “حربا سرية ” بين الأمن السعودي و “محتجين مسلحين شيعة”.
و ذكرت نقلا عن نشطاء سعوديين محليين ، قالت انهم يتحدثون لأول مرة لوسيلة إعلام اجنبية، انه قتل نحو 25 شخصا جراء قصف المدينة ونيران القناصة، مشيرة إلى أنه “من الصعب التحقق من المعلومات المتعلقة بالعوامية، لأنه من غير المسموح لوسائل الإعلام الأجنبية الاقتراب من تلك المنطقة دون مرافقة مسؤولين حكوميين”، موضحة بأن : هذا يعني أن العالم يعتمد في تغطية أحداث العوامية على ما تنقله وسائل الإعلام الحكومية السعودية، خاصة وأن مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات”.
“المعركة السرية” بدأت منذ وصول ترامب للسعودية في مايو الماضي
وقالت الصحيفة إن تلك “المعركة السرية” بدأت منذ وصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى السعودية في مايو الماضي، وسط تعتيم او تغطية إعلامية قليلة جدا لتلك الأحداث سواء من داخل المملكة أو خارجها.
وقد نشر نشطاء محليون صورا يقولون إنها لشوارع المدينة التي عمرها 400 سنة ويسكنها 30 الف نسمة ، وهي تغطيها الأنقاض ومياه الصرف الصحي، والتي تبدو وكأنها ساحة معركة في سوريا.
وأفادت “الإندبندنت” بأنها وثّقت شهادات مفصلة عما يحدث في بلدة العوامية المحاصرة، من أحد المسلحين بداخلها، واثنين من النشطاء “السلميين” الذين يعيشون خارج البلاد.
وقال الناشط المسلح الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته :” كنت متظاهرا سلميا، ويعيش معظمنا في العوامية، حتى قررت الحكومة إدراجنا كإرهابيين مطلوب القبض علينا، وكل ما طالبنا به هو الاستمرار في دعوات الإصلاح …وسكان المدينة لا يخافون من النظام، فلقد تم استهداف المدينة بأكملها”.
وأضاف :” القوات الحكومية اقتحمت منزلي في بداية الحصار، وضربت زوجتي أمامي، وأشهرت الأسلحة في وجه طفلتي ذات الخمس سنوات، وهددوا زوجتي بإسقاط حملها ذي الثمانية أشهر، وقالوا للطفلة الصغيرة سنقتل والدك، ثم ألقوها تحت ساقي”.
وختم :” لم يكن لدينا خيار، إلا الدفاع عن حياتنا ونسائنا، وهو أمر واجب، لقد دمرت المنازل بالقنابل وإطلاق النيران المكثف وبقذائف آر بي جي، وكان جميع سكان العوامية هدفا لقذائفهم”.
و ذكرت الصحيفة أنها لم تتمكن من معرفة من أين يحصل النشطاء المسلحون في تلك البلدة على الأسلحة وكم عددهم، مشيرة إلى أن الناشط المسلح الذي أجرت معه الحوار رفض الإجابة عن ذلك السؤال على وجه التحديد.