أكد توماس دريك الخبير الأمريكي في شؤون الاستخبارات أهمية ألمانيا بالنسبة للاستخبارات الأمريكية، مشيراً إلى أنها تحولت إلى "هدف التجسس رقم واحد" لوكالة الأمن القومي الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 .
يأتي ذلك قبل إدلاء دريك بأقواله أمام لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان الألماني (بوندستاج) للتحقيق في واقعة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس ايه) على كم هائل من بيانات الاتصالات عبر الهواتف والإنترنت في ألمانيا حتى وصل الأمر للتنصت على الهاتف المحمول للمستشارة أنجيلا ميركل .
وفي مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين، قال دريك إن الاستخبارات الأمريكية كانت تريد معاقبة الألمان "لأن المهاجمين عاشوا بينهم دون أن تتم ملاحظتهم وتمكنوا من التدريب والتواصل" .
وتابع دريك أن ما يدعو للسخرية أن الاستخبارات الأمريكية عمقت من علاقاتها بجهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي) لأن "وكالة (إن إس ايه) كانت تريد أن تراقب ما يجري هنا" .
وقال دريك إن ألمانيا لا تنتمي اليوم رسميا إلى شبكة "فايف آيز" للتعاون الاستخباراتي التي تضم إلى جانب أمريكا أربع دول انجلو سكسونية هي بريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا "لكن علاقة الاستخبارات الألمانية مع الأمريكية قوية ومهمة بصورة لا يوجد معها فارق عن علاقة الاستخبارات الأمريكية بهذه الدول" .
يجيء ذلك فيما ذكرت تقارير صحفية أن الهواتف المحمولة الجديدة للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ووزرائها ليست مؤمنة ضد التنصت . وقالت صحيفة "بيلد آم زونتاج" أمس الأحد إن وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس ايه) حلت شفرة هذه الأجهزة . من جانبها نفت شركة "سكيوسمارت" وجود قصور في تأمين هذه الهواتف .
وأكدت متحدثة باسم الشركة أن الإجراءات المستخدمة للتشفير الصوتي لهذه الهواتف مؤمنة ضد كل الطرق المعروفة للتنصت مشيرة إلى أن هذه الهواتف المزودة ببرامج خاصة لتشفير الصوت مؤمنة ذاتيا ضد كل الهجمات وذلك بمساعدة أجهزة كمبيوتر عملاقة، كما أنها مستوفية لطلب وزارة الداخلية في العطاء الذي أعلنته الوزارة .