أعلن الجيش الباكستاني أنه أطلق هجوماً برياً للقضاء على حركة طالبان وتنظيم "القاعدة" في معقليهما الرئيسيين في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان، في مرحلة ثانية من حملة أطلقت قبل أسبوعين قرب الحدود الأفغانية .
وقبل بدء هذا الهجوم البري في شمال وزيرستان، والذي سبقه قصف جوي استمر أسبوعين، نصح الجيش كل سكان هذه المنطقة القبلية بمغادرتها في أسرع وقت ممكن، فنزح نحو نصف مليون مدني أي الأغلبية العظمى من السكان، من المنطقة .
وقال الناطق باسم الجيش الجنرال عاصم باجوا، الاثنين (30|6)، على حسابه على تويتر: إن الجنود بدأوا التوجه إلى المدن الرئيسية في شمال وزيرستان بما فيها كبرى مدنها ميرانشاه "لتفتيش البيوت فيها" . وأضاف: "بعد إجلاء كل السكان المدنيين، بدأت العمليات البرية في ميرانشاه، ودخل جنود إلى المدينة لتفتيش المنازل" .
وقال مسؤول عسكري آخر: إن "الجنود يتوجهون نحو السوق الأساسي في ميرانشاه، بعدما دمروا مخابئ للمتمردين عبر قصف مدفعي" . وأضاف إن "العملية تجري بواسطة الدبابات وآليات مدرعة أخرى"، مؤكداً أن "الجنود سيطروا أيضاً على المستشفى المدني في ميرانشاه" .
وأضاف الجيش أنه قتل 15 متمرداً في هذه التحركات الأولى على الأرض . وقال: إن ثلاثة جنود أصيبوا بجروح في هذه المواجهات . ومنذ إطلاق الهجوم في وزيرستان الشمالية في 15 يونيو/حزيران، قتل 376 متمرداً واستسلم 19 آخرون وقتل 17 جندياً بحسب الجيش .
ولا تتوافر حتى الآن سوى حصيلة الجيش لأنه يصعب التحقق من الأرقام من مصادر مستقلة بسبب عدم إمكانية وصول صحفيين إلى المنطقة التي طلب الجيش منهم مغادرتها مع المدنيين . ويوم السبت، أعلن الجيش الباكستاني أنه قتل قائداً من حركة طالبان أبرز مجموعة متمردة في البلاد، واعتقل قيادياً من "القاعدة" .
ولم يواجه الجنود حتى الآن سوى مقاومة ضعيفة من المتمردين في شمال وزيرستان . وبحسب مصادر متطابقة فإن الأغلبية الكبرى من المقاتلين الإسلاميين غادروا المنطقة قبل بدء الهجوم وعبروا إلى أفغانستان المجاورة على غرار قسم من المدنيين .
وتسبب الهجوم بنزوح نحو 500 ألف من سكان شمال وزيرستان، أي الأغلبية الكبرى من عدد السكان البالغ مليون نسمة . وأغلبيتهم لجأوا إلى أقاليم مجاورة، لا سيما في مدينة بانو المجاورة .
وهذا النزوح الذي جاء في أوج فصل الصيف متزاماً مع بدء شهر رمضان تسبب بأزمة إنسانية وتوترات، لا سيما في بانو، حيث يقول اللاجئون إنهم تنقصهم المساعدات والأغذية .