لقي تعيين العميد الركن طاهر العقيلي رئيسا جديدا لهيئة الأركان العامة في الجيش اليمني ارتياحا في الأوساط الشعبية والسياسية، كما أبدى محللون تفاؤلا بتحريك المياه الراكدة في جبهات القتال مع الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أصدر قرارا بتعيين العميد طاهر العقيلي رئيسا لهيئة الأركان العامة بالجيش، خلفا للواء محمد علي المقدشي الذي شغل المنصب منذ مايو 2015.
ويأتي الاهتمام بتعيين اللواء العقيلي من أهمية المنصب العسكري الذي تولاه، حيث يعد رئيس هيئة الأركان بمثابة الرجل الثالث في الجيش اليمني بعد رئيس الجمهورية ونائبه، وذلك مع استمرار اعتقال الحوثيين لوزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي منذ مارس 2015.
ويعد اللواء العقيلي من القادة العسكريين المقربين من الفريق علي محسن الأحمر نائب رئيس الجمهورية ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية الذي يشرف ميدانيا على قوات الجيش وتحركاتها الميدانية في جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
قبيلة حاشد
واعتبر الإعلامي اليمني عبد الله دوبلة أن انتماء اللواء العقيلي إلى قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية شمال صنعاء، سيساعد على خلخلة اختراق صالح والحوثي للقبيلة واستغلالها لصالح مشروعهم.
وأبدى دوبلة تفاؤلا بتعيين اللواء العقيلي، واعتبر أن "دخول صنعاء سيكون من عمران وليس من ذمار"، في إشارة إلى أن العقيلي ينتمي إلى محافظة عمران، بينما ينتمي اللواء المقدشي إلى محافظة ذمار.
من جانبه قال الخبير الأمني المختص بالنزاعات المسلحة علي الذهب إنه من المؤمل أن تضطلع قبيلة حاشد بدور بارز في مواجهة الانقلاب تحت مظلة الشرعية، بعدما آلت إليها قيادة الجيش اليمني.
وأشار في حديث لوسائل إعلام خليجية، إلى أن قبيلة حاشد لديها الكثير من المقاتلين والقادة العسكريين، ومنهم العميد هاشم الأحمر نجل الزعيم القبلي الراحل عبد الله الأحمر، وهو قائد إحدى الوحدات العسكرية المتواجدة شرق صنعاء.
واستبعد أن يكون قرار تعيين العقيلي مرتبطا بالعلاقة المتوترة بين المخلوع صالح وجماعة الحوثيين، وقال إن "الخلاف بين رئيس هيئة الأركان السابق وبعض القيادات العسكرية في الشرعية قائم منذ أكثر من عام، خاصة القادة المنتمين إلى قبيلة حاشد التي صعد منها رئيس هيئة الأركان الجديد".
ورأى الذهب أن التغيير في قيادة الجيش قد يؤدي إلى تحريك جمود جبهات القتال المحيطة بصنعاء وصعدة، وقد تفتح جبهات أخرى رديفة لاستكمال الحلقة حول العاصمة.
معركة صنعاء
من جهته، اعتبر علي الحبيشي الصحفي المرافق لوحدات الجيش في مأرب ونهم شرق صنعاء أن تعيين اللواء طاهر العقيلي يعطي مؤشرا واضحا على أن "المعركة مع الانقلابيين يراد لها أن تنتهي من حيث بدأت، فقد بدأت في عمران".
واعتبر أن هذه المدينة هي بوابة صنعاء، وهو "ما يتطلب موقفا إيجابيا من قبائل حاشد في المعركة المقبلة ضد الحوثي والمخلوع، وبالسيطرة على عمران تفصل العاصمة صنعاء عن معقل المليشيات في صعدة".
وأضاف الحبيشي، أن الشرعية تسعى إلى تنظيم وترتيب الوجود والفعل العسكري حول صنعاء وعمران وصعدة، مشيرا إلى وجود حشد كبير من الألوية العسكرية التي جهزتها الشرعية بالحزام القبلي المحيط بصنعاء.
ورأى أن الدفع بأحد "القيادات الشابة" إلى أعلى منصب في الجيش الوطني، بالإضافة إلى وجود مؤشرات عديدة تقول "إن اللواء العقيلي تميز بقدرات إدارية وميدانية عسكرية جيدة، وهو من أوائل من واجه الحوثيين وقدم أحد أبنائه شهيدا.. كل ذلك يرفع المعنوية والحماسة لدى أفراد الجيش ويعزز من فاعليتهم في الميدان، خصوصا أن أغلبهم من فئة الشباب".