أشارت صحيفة غارديان إلى الحملة الواسعة التي بدأها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد المعارضة بأنها تستهدف علماء الدين والخصوم السياسيين وعامة المنتقدين، في سعيه لتعزيز سلطته الجديدة وسط مواجهة مع قطر.
وقال مراسل الصحيفة مارتن تشولوف إنه جرى اعتقال نحو عشرة من أشهر العلماء، في أكبر حملة اعتقالات جماعية من نوعها في تاريخ المملكة الحديث، حيث إنها تأتي في أعقاب المحاولة الأخيرة الفاشلة لإنهاء النزاع المستمر منذ ثلاثة أشهر بين الرياض وجارتها الصغيرة الدوحة. كما تأتي هذه الحملة وسط تكهنات مستمرة بأن الأمير محمد يثبت أركانه لاعتلاء العرش، ربما مع بداية النصف الأول من العام المقبل.
وأردف المراسل بأن شخصيات مقربة من السلطة تصر على أن هناك خططا أعدت بالفعل لذلك، ولكن بشروط يحددها الملك سلمان.
وأضاف تشولوف أن مسؤولين كبار داخل السعودية قالوا إن الحملة تهدف إلى تهميش علماء الدين المؤثرين الذين يعتقد البلاط الملكي أنهم قد أُسكتوا في تأييدهم للموقف ضد قطر، ويعتقد بعض كبار المسؤولين أن هذا الأمر كشف محدودية السلطة السعودية بدلا من استعراض قوتها.
وقال أحد المسؤولين "يجب أن ينظر إلى هذه الحملة من منظور الأزمة مع قطر في المقام الأول، ولكنها أيضا تتعلق بالقضاء على أي قواعد قوة منافسة محتملة أخرى على الجبهة الداخلية من أجل تصعيد نهائي إلى سدة الحكم. وهو -بن سلمان- لا يزال حذرا من أي شخص على اتصال بمحمد بن نايف أو الحرس القديم".
وأضاف المسؤول أن اعتقال علماء كبار أمثال الشيخ سلمان فهد العودة وعوض القرني وعلي العمري الذين لهم قاعدة عريضة في المجتمع السعودي و"ملاحقتهم بهذه الطريقة لهو أمر جد خطير، ولكن ولي العهد البالغ 32 عاما حصل على سلطة من الملك ليفعل ما يريد. فهو يطالب بالولاء الكامل وسيتخلص من أي شخص يظن أنه لا يقدم فروض الطاعة".
وختم الكاتب بقول مسؤول آخر إن الأمير محمد بن سلمان يحتاج إلى تغيير الأمور، وإذا لم يفعل فقد يعتبره خصومه ضعيفا، وهو لا يريد ذلك. وبطانته الداخلية كانت تقول له إن هذا الوقت مناسب للوصول إلى العرش، والملك يعيش في عالمه الخاص ولا يريد أن يزعجه أحد، ومن ثم فهو يفعل كل ما بوسعه لتعزيز سلطته، لكنه يخاطر بتجاوز الحدود.