قالت دراسة إسرائيلية إن السياسة الخارجية لولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان في الفترة الحالية تقترب من كونها مغامرة.
واستشهدت الدراسة على ذلك بما اتبعه ابن سلمان -الذي سيصبح عما قريب ملك المملكة- من خطوات ذات مخاطر جمة، من بينها الحرب التي يشنها على اليمن، وفرض الحصار على قطر.
وأضافت الدراسة، التي نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن السياسات الأخيرة لابن سلمان تدور حولها خلافات وتباينات شديدة، لكن الواضح أن الأثمان التي تدفعها السعودية بسبب هذه السياسات تفوق ما تعود عليها من مكاسب.
وأوضح معد الدراسة الباحث العسكري الإسرائيلي يوآل جوجنسكي أن السياسة السعودية المتبعة في هذه الآونة تلقى رضا وترحيبا من دوائر صنع القرار في إسرائيل، على اعتبار أن الرياض تستهدف في خطواتها الأخيرة النفوذ الذي تحظى به إيران في الخليج العربي خاصة، ومنطقة الشرق الأوسط عموما.
تغيير الإستراتيجية
واستدرك جوجنسكي، الخبير في شؤون إيران والخليج العربي والشرق الأوسط، وعمل بمكتب الأمن القومي التابع لرئيس الحكومة الإسرائيلية، تحت إمرة جنرالات كبار، ورؤساء حكومات؛ بأن إسرائيل تأخذ بعين الاعتبار أن السعودية قد تقدم على إجراء تغيير في إستراتيجياتها المتبعة مؤخرا، في حال زادت أثمانها وتبعاتها على إنجازاتها، خاصة في ظل زيادة تورط الرياض في أكثر من جبهة، وانخراطها في أكثر من صراع.
وأشار إلى أن الأوساط السياسية في إسرائيل ترقب منذ فترة تقاربا تقوم به السعودية باتجاه روسيا، لتعويض خسائرها في سوريا، متوقعة أن يقوم الملك سلمان بزيارة إلى موسكو.
وأكدت جوجنسكي، الذي يعمل محاضرا بعدد من الجامعات الإسرائيلية والغربية، وأصدر عددا من المؤلفات البحثية حول مستقبل الأنظمة الخليجية، أن الرياض باتت تواجه سلسلة من الانتكاسات في الساحة الإقليمية، بجانب الصعوبات التي تواجهها في إدارة الأوضاع الداخلية للمملكة.
واستطردت الدراسة قائلة إن تلك التطورات قد تعمل على خفض مستوى الحماس الإسرائيلي باتجاه الصفقة الإقليمية التي تسعى من خلالها تل أبيب والرياض لإيجاد حلف إقليمي في مواجهة طهران، مع أن إقامة هذا الحلف من شأنه الدفع قدما باتجاه تحقيق اختراق في عملية السلام مع الفلسطينيين.
وختمت الدراسة بالقول إن هناك جملة خسائر وإخفاقات منيت بها السياسة السعودية في المنطقة، سواء من خلال الملف السوري أو العراقي، حيث تقرأ الأوساط الإسرائيلية أن خارطة موازين القوى في هذين البلدين تظهر أن يد إيران ومليشياتها هي العليا، في حين تبدو السعودية في موقع متأخر ومتراجع كلما مر الوقت.