استنكرت منظمة حقوقية "حملات الترهيب" في السعودية، مشيرة إلى ارتفاع حالات الاعتقال التعسفي لنشطاء وكتاب وصحفيين ورجال دين في المملكة.
وقالت منظمة "سكاي لاين الدولية" الحقوقية إنها تعبر قلقلها البالغ جراء هذه الممارسات التي أكدت أنها تنتهك حقوق الإنسان وحريته في التعبير والرأي.
وأشاارت إلى أن الاعتقالات جاءت على خلفيات تتصل بحرية الرأي والتعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي كان آخرها احتجاز عشرات الأشخاص خلال أسبوع واحد فقط، في سابقة هي الأولى منذ سنوات.
وآخر الحوادث وثقتها المنظمة، كانت اعتقال الأجهزة الأمنية السعودية الشاعر "فواز غسيلان" من الرياض، عقب تغريدات له على موقع "تويتر" حول الأزمة الخليجية، وانتقاده لموقف الإمارات من قطر.
ورصدت المنظمة أن الحملة التي تستهدف فيها السلطات السعودية النشطاء والكتاب ورجال الدين، ازدادت حدتها في الآونة الأخيرة عقب أزمة دول الخليج مع قطر، معتبرة تلك الخطوات اعتداء واضحا على حق المواطنين في حرية الرأي والتعبير.
وقالت المسؤولة القانونية في المنظمة سيدا سيدر: "إن تدهور حالة حقوق الإنسان في السعودية أمر مقلق، حتى أصبح كل من يريد أن يعبر عن رأيه تأييدا أو نقدًا يُزج به في السجن أو يُحكم عليه بغرامات مالية باهظة دون مبرر من القانون".
وطالب "سكاي لاين السلطات السعودية "بضرورة احترام المواثيق والمعاهدات الدولية التي صانت الحق في حرية الرأي والتعبير، بما في ذلك "الميثاق العربي لحقوق الإنسان"، الذي صدقت عليه السعودية وينص في المادة (32) منه على "الحق في الإعلام وحرية الرأي والتعبير، وكذلك الحق في استقاء الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين بأي وسيلة، ودونما اعتبار للحدود الجغرافية".
وفي الأثناء، استنكرت المنظمة قيام سلطات دول الخليج بسن قوانين لتعزيز سلطتها على الشعوب مثل قوانين مكافحة الإرهاب، وقوانين الجرائم الإلكترونية، التي جاءت صراحةً ضد كل من يُبدي تعاطفه مع دولة قطر، أو يستهزئ بالقوانين التي سنتها السلطات السعودية مثل السماح للمرأة بركوب السيارة لأول مرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ونددت بما نتج عن ذلك من حملة اعتقالات واسعة تخالف القانون الدولي وتضع حالة حقوق الإنسان في تلك الدول على المحك.
إلى ذلك، قالت مصادر مقرّبة من الدكتور سلمان العودة إن: "أسرة الداعية الإسلامي ممنوعة من التواصل معه وأنها لا تزال تجهل أي شيء عنه أو عن مكان احتجازه بعد اعتقاله بتهمة الصمت عن قطر وعدم مشاركته في الحملة الإعلامية ضدها واعتقال شقيقه الدكتور خالد العودة لاعتراضه على حملة الاعتقالات في أيامها الأولى، خصوصاً أنه لا أثر لهما ولبعض المعتقلين في السجون الرسمية وعلى رأسها سجن الحائر في الرياض".
ورجّحت المصادر أن يكون المعتقلون محتجزين في شقق وأماكن سرية تابعة لجهاز أمن الدولة الذي يأتمر بأمر ولي العهد مباشرة من دون المرور بأقسام وزارة الداخلية التي لا يزال جزء موالٍ لولي العهد السابق محمد بن نايف يعمل بها.