اعتبرت مجموعة الأزمات الدولية أن الانشقاقات الحاصلة في معسكر المتمردين في اليمن تمثل فرصة نادرة أمام السعودية لوقف الحرب في هذا البلد وإحلال السلام.
وإضافة إلى الفقر المزمن يواجه اليمن وباء الكوليرا وشبح المجاعة، في حين سقط في هذا البلد اكثر من 8500 قتيل وحوالى 49 ألف جريح منذ بدأت السعودية على رأس تحالف عربي في مارس 2015 تدخلا عسكريا لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بعدما فرت من العاصمة صنعاء اثر سقوطها بأيدي المتمردين الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذين نهبوا اليمن وعاثوا فيها فسادا، بحسب ناشطين يمنيين.
وفي تقريرها، قالت المنظمة المتخصصة في قضايا النزاعات الدولية والتي تتخذ من بروكسل مقرا لها إن التوترات التي اندلعت في أغسطس بين المتمردين الزيديين والرئيس المخلوع يمكن أن تعزز الفرص لبدء مفاوضات بدفع من السعودية.
وقال التقرير إنه “مع شركاء إقليميين آخرين، بينهم عُمان، ومع تشجيع مجلس الأمن الدولي والمبعوث الخاص للامم المتحدة، يجب عليها (السعودية) أن ترعى التوصل إلى حل سياسي” في اليمن.
وأضاف أن “اللحظة حانت ولكن هذه الفرصة قد تزول بسهولة”.
ودعا التقرير الرياض إلى التحرك سريعا لاغتنام الانشقاقات في معسكر المتمردين والسعي لإرساء وقف لإطلاق النار بين طرفي النزاع في اليمن، مع الحرص في الوقت نفسه على أن يقطع الحوثيون علاقتهم بإيران، المنافس الإقليمي الرئيسي للسعودية.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير.
وقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إرسال خبراء دوليين للتحقيق في مزاعم بارتكاب جرائم حرب في اليمن. والأسبوع الماضي أدرجت الأمم المتحدة التحالف العربي على لائحة سوداء سنوية للدول والكيانات التي ترتكب جرائم بحق أطفال.