فُجع الإماراتيون مساء الثلاثاء (17|10) بسقوط المقاتلة الخامسة التي تعود لقواتنا المسلحة العاملة في اليمن، منذ بدء الحرب في هذا البلد في مارس 2015. ومع أن هذا الحادث المؤلم الخامس خلال الحرب، والثاني خلال أقل من 40 يوما، ويحصد خيرة ضباطنا في كل مرة، إلا أن سبب تكرار هذه الحوادث "خلل فني"، وفق ما تعلن الجهات الرسمية. فما هو هذا الخلل الفني الذي يواصل إيلامنا بلا رحمة، ولماذا لا تقوم قواتنا المسلحة بتحقيقات تقنية على الأقل، وتطمئن الإماراتيين على أبنائهم ومقدراتهم؟!
حوادث سقوط 5 طائرات
منذ بدء الحرب في اليمن، سقطت 11 مقاتلة للتحالف، منها 5 طائرات للإمارات، و3 سعودية، وطائرة واحدة لكل من الأردن والبحرين والمغرب. أي أن نصف الطائرات التي تسقط في اليمن تعود لقواتنا المسلحة.
فتاريخيا، وتوثيقيا، في (14|3|2016) ، أعلنت القوات المسلحة تحطم مقاتلة إماراتية من نوع “ميراج” في اليمن، أدت إلى اسشتهاد طيارين اثنين، وقيل إن "خللا فنيا" كان وراء سقوطها.
وفي (12|6|2016)، أعلنت قواتنا المسلحة سقوط مروحية في المياة الدولية. والسبب أيضا، "خلل فني".
وبعدها بيوم واحد فقط، أي في (13|6|2016)، أعلنت القوات المسلحة سقوط مروحية، واستشهاد طاقمها المكون من طيار ومساعده، في عدن.
وكان الحادث الأكثر فداحة، هو سقوط مقاتلة في (11|9|2017)، وأسفر عن استشهاد 4 جنود إمارتيين؛ جراء ارتطام طائرتهم، بعد هبوط اضطراري في اليمن، وفق إعلان من جانب قواتنا المسلحة.
والليلة الماضية، (17|10|2017)، أعلنت قواتنا، تحطم طائرة حربية في اليمن واستشهاد الرائد طيار علي المسماري والملازم أول بدر المراشدة، إثر "خلل فني".
وتشترك هذه الحوادث المؤسفة، في أن قواتنا المسلحة تكتفي ببلاغات عسكرية مقتضبة للغاية، دون إطلاع الرأي العام أو حتى ذوي الشهداء بأسباب وظروف استشهادهم.
أسباب محتملة لسقوط طائراتنا
أحد أهم الأسباب، هو أن الحوثيين والمخلوع صالح هم الذين يستهدفون طائراتنا. فقد أسقط الحوثيون الشهر الماضي طائرة استطلاع أمريكية واعترفت واشنطن بذلك. ولكن ما يستبعد هذا الاحتمال، أن الحوثيين أنفسهم لم يتبنوا استهدافات كهذه، رغم أهمية الزعم بها لرفع معنويات جنودهم أو عرقلة طائرات التحالف.
السبب الثاني، وقد زعمه نائب الناطق باسم الجيش اليمني الموالي للمتمردين "عزيز راشد"، من أن نيران صديقة هي التي تقف خلف سقوط طائرة الليلة الماضية، والطائرة التي سقطت في سبتمبر الماضي. وهذا احتمال غير مستبعد، خاصة أن طائرة سعودية سقطت قبل بضعة شهور وكان على متنها 12 ضابطا، وتبين أن "نيران صديقة" قصفتها عن طريق الخطأ.
السبب الثالث، هو أن الطائرات التي تستخدمها قواتنا المسلحة من الطراز القديم، أو أن ضباطنا لم يتلقوا التدريب المناسب عليها. ولكن ما يستبعد هذا الاحتمال أن معظم المروحيات الإماراتية متطورة وحديثة ويتلقى جنودنا وضباطنا تدريبات مكثفة.
التحقيق مطلب شعبي ملح
مهما يكن من أمر، وإزاء تكرار هذه الحوادث، ورغم أن السبب المعلن فيها يتكرر أيضا، وهو "الخلل الفني" يطالب إماراتيون بضرورة إجراء تحقيقات داخلية موسعة وأن يتم إطلاع الإماراتيين على نتائج التحقيق الفني والتقني على الأقل، فقد عودتنا قواتنا المسلحة أن تتصرف بمسؤولية كبيرة تحفظ فيها دماء أبنائنا وعدم تركها نهبا للحظ.
ويقول الإماراتيون، إن الدولة ولمعالجة حوداث الطرق، عدلت قانون السير عدة مرات، وأجرت عدة تغييرات وتطورات متلاحقة في الطرق وسرعاتها وألوانها وتكثيف الرادارات، ورفع الغرامات وذلك لوضع حد لحوادث السير. وعليه، فإن الإماراتيين يتوقعون أن تكون الدولة أكثر حرصا على حياة جنودنا والحفاظ على مقدراتنا العسكرية.
ويطرح إماراتيون، أن جيوش العالم إذا تكرر لها حادث مرتين في طائرة معينة أو آلية معينة، فإن هذه الجيوش توقف استخدامها فورا، وتبدأ في استخدام خيارات بديلة. بكلمة أخرى، يقول إماراتيون: ليس مقبولا بعد سقوط 5 طائرات أن تسقط طائرات أخرى ويكون السبب "خلل فني". فالخلل الفني يمكن تلافيه بوقف استخدام هذه الطائرات تماما، كما أن "الخلل الفني" لا يمكن اعتباره تبريرا مقبولا لهذه الحوادث القاسية، أو أن يكون عذرا يرسل شعبنا الجنائز بسببه!