وقعت السعودية والعراق اتفاقا لإنشاء مجلس "التنسيق السعودي العراقي" وذلك في إطار التقارب الذي بدأ مؤخرا بين بغداد والرياض، وحضر التوقيع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.
وأكد الملك سلمان على علاقات الأخوة والجوار مع العراق، مشيرا إلى أن "الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة".
من جهته، قال العبادي إن تشكيل المجلس سيكون منعطفا مهما ومنطلقا للتعاون وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بالمجالات كافة، وشدد على أهمية التعاون مع السعودية بمكافحة الإرهاب باعتباره هدفا مشتركا للبلدين.
وبدوره، أعرب تيلرسون عن أمله في أن يكون الاتفاق بداية لتعزيز العلاقة في مجالات متعددة تساهم في استقرار المنطقة.
وكان الملك سلمان استقبل أمس السبت العبادي والوفد المرافق له في قصر العوجا بالعاصمة الرياض، وتعتبر هذه هي الزيارة الثانية للعبادي إلى المملكة خلال نحو أربعة أشهر.
جولة العبادي
وتأتي زيارة العبادي للمملكة ضمن جولة خارجية تشمل دولا أخرى بالمنطقة، حيث قال مدير المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء حيدر حمادة إن "جولة رئيس الوزراء تشمل السعودية والأردن ومصر، وتهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين العراق ودول المنطقة" خصوصا فيما يتعلق بـ "إعادة إعمار العراق".
وكان العبادي قد زار السعودية يومي 19 و20 يونيو الماضي، وكانت الزيارة الأولى له منذ تسلمه منصبه نهاية عام 2014، واتفق في أعقاب مباحثات مع الملك سلمان على تأسيس مجلس تنسيقي للارتقاء بعلاقاتهما إلى المستوى الإستراتيجي.
وتبادل مسؤولو البلدين الزيارات الثنائية، حيث وصل وزير الطاقة السعودي خالد الفالح السبت بغداد، وأكد حرص بلاده على "تعزيز ودعم التعاون الشامل مع العراق". كما أجرى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير زيارة لبغداد يوم 25 فبراير الماضي.
وبدأت آثار التقارب تتضح مع افتتاح منفذ عرعر الحدودي بين العراق والسعودية في أغسطس الماضي، وصولا إلى قيام شركة الرحلات السعودية الاقتصادية (طيران ناس) بداية الأسبوع الحالي بأول رحلة تجارية بين الرياض وبغداد منذ عام 1990.