أكد الكاتب السعودي البارز، جمال خاشقجي، الخميس، في حوار مع قناة (DW) الألمانية، أن الوهابية فكرٌ معتدل وعلى أساسها تم بناء الدولة السعودية.
وأشار خاشقجي، الذي يقيم حالياً خارج المملكة، إلى أنه "من الصعب على المملكة أن تتبرأ من الوهابية"، في تعليقٍ له على ما دعا إليه أمس ولي العهد السعودي في خطابه بخصوص محاربة الفكر المتطرف.
وأضاف خاشقجي: "بيد أن الوهابية حملت بتيار سلفي متشدد، وهو الذي ساد خلال الثلاثين سنة، وهو الذي اشتكى منه الأمير محمد حينما قال إننا لن نسمح أن نبدد 30 سنة أخرى تحت هذا الفكر المتطرف".
ودعا الكاتب السعودي إلى "إقرار الحريات العامة"، مؤكداً أن "البلاد بحاجة إلى التحرر من المنهج السلفي المتشدد الذي ساد وحَكمها خلال الثلاثين سنة الماضية بإذن من الدولة".
وأشار إلى أنه "هناك جدلٌ في السعودية الآن حول المقصود بالمتطرفين؛ حيث التيار الحكومي يفضل تصنيف المتطرفين بأنهم الإخوان المسلمون، بينما الجميع يعرف أن أفكار الإخوان المسلمين أكثر عصرانية من الفكر السلفي الجامد"، مؤكداً أن "هناك حاجة لتوضيح ما هو المقصود بالتطرف الذي ينبغي تدميره".
وتابع خاشقجي: "إذا نظرنا إلى السبعين معتقلاً، الذين تم القبض عليهم مؤخراً في السعودية، فمن غير المعلوم هل هؤلاء من المتطرفين الذين يعتزم (الأمير محمد بن سلمان) تدميرهم، فـ95 بالمئة من المعتقلين هم إما قوة إصلاحية، أو أشخاص يدعون إلى الإصلاح والاعتدال والعصرنة، وكان بإمكانهم أن يكونوا في الصف الأول مع الأمير في الاحتفالية التي جرت البارحة؛ وبالتالي هناك حاجة ماسة للتأكيد من هم المقصودون بالمتطرفين".
وكان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ألقى الأربعاء (25|10) خطاباً أكد فيه نية المملكة الانتقال إلى ما أسماه بـ"الإسلام الوسطي المعتدل"، ومحاربة الفكر المتطرف.
ومع تولي بن سلمان ولاية العهد، شنت السلطات السعودية حملة طاحنة على رموز التيار الديني وما يسمى "الصحوة"، الذين يحظون بشعبية في أوساط المجتمع السعودي، كسلمان العودة وعوض القرني وغيرهم.
وفي وقت كان انتقاد التيار الديني خجولاً ومحصوراً في الشخصيات "الليبرالية"، وكانت الدولة حائط الصد المنيع في وجه منتقديه، بات اليوم منتقدوه مسؤولين بارزين.