انتقد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين البيان الصادر أخيرا عن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والذي اتهم اتحاد القرضاوي بإثارة الفتنة وأشياء أخرى.
وتساءل القرضاوي في بيان أصدره صباح اليوم الاثنين: “لا ندري أي فتنة يقصدون، إلا اذا كان الحديث عن الحق يعتبر فتنة”؟
وقال البيان: “إننا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لا نعرف الازدواجية في المواقف، فنحن كما أصدرنا أول بيان في تأييد عاصفة الحزم ضد الحوثيين لأنهم انقلبوا على الشرعية، فقد أدنّا بنفس المستوى أيضا ما حدث في مصر من انقلاب غير شرعي على سلطة شرعية منتخبة اختارها الشعب، فلسنا ممن يأتمر إلا بنصوص الشريعة ومحكماتها.
وفي سوريا أيضا: وقفنا مع الحق، ومع الشعب الذي خرج في سلمية واضحة، فقوبلت بالرصاص، ولسنا نحن من تحول وتلون مع أحداث الثورة السورية من النقيض إلى النقيض".
وندد البيان بالهيئة قائلا، ما كنا نتوقع أن تنحدر "الهيئة السعودية" إلى مثل هذه الاتهامات لأكبر هيئة علمية تمثل آلاف العلماء وعشرات الهيئات العلمائية في وقت ما كان ينبغي أن يختلف فيه العلماء بل كان الواجب أن نتفق على ثوابت الأمة وعلى تحقيق الصلح والخير لهذه الأمة المتفرقة.
إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اتحاد علمائي عالمي، لا يخضع لحاكم، ولا يسير في ركب دولة، وإنما وُلد من رحم الأمة الإسلامية، التي ضجت من التيارات المتشددة، التي تكفر الناس وتتعالى عليهم، وسئمت من علماء السلطان، الذين يسبحون بحمد حكامهم، فيحلون لهم ما يشتهون، ويحرمون على أمتهم ما يشاؤون”.
واختتم البيان قائلا: “كنا نتمنى أن يهتم كبار العلماء وأمانتهم بحماية شباب الأمة من الأفكار المتطرفة، والآراء الهدامة، الأفكار العلمانية، وأن يساهموا في اقتلاع جذور التطرف والإرهاب من ناحية، وأن يغرسوا في نفوسهم الكرامة والعزة والأنفة، وأن تكون عقولهم وقلوبهم وأبصارهم ترنو إلى تحرير المسجد الأقصى الأسير من الصهاينة. هذا ما نريد أن تحذر منه هيئة كبار العلماء، أما أن تحذر هيئة كبار العلماء من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فهذا ما لا يليق بها!
ونقول لهم: يا أصحاب الفضيلة ليس هذا وقت الخلاف، ولا يجوز أن يكون العلماء أدوات بأيدي السياسيين، يحركونهم كيف شاؤوا؛ بل يجب أن نكون نحن من يوجه من شرد، ويصلح ما فسد، ويقوم ما اعوج، كما قال تعالى: “وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ”.