رجح السفير الروسي بلبنان، ألكسندر زاسبيكين، إحالة ملف رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، إلى مجلس الأمن الدولي، في حال استمر ما وصفه بـ”الغموض” الطاغي عليه.
وأضاف زاسبيكين، في مقابلة تلفزيونية، أن “موضوع عودة الحريري متعلّق بالحقوق السيادية للبنان”، داعيا إلى احترام هذه السيادة.
وتابع قائلا “إذا كان هناك مماطلة بالموضوع دون التوضيح، فستتم إحالته إلى مناقشة مشتركة لهذا الملف في مجلس الأمن الدولي”.
ولفت أنّ “طلب السعودية عدم مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة، يعتبر تدخلاً مباشراً في الشؤون الداخلية للبنان، ومن الصعب الحديث عن الصيغة المستقبلية للحكومة”.
واعتبر أنّ “هذا الطلب يزيد من أهمية وجود حزب الله في الحكومة” اللبنانية.
والجمعة الماضي، غادر الحريري، لبنان متوجهاً إلى السعودية، عقب اجتماعه مع مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في العاصمة بيروت.
وفي اليوم التالي (السبت)، أعلن الحريري استقالته من منصبه، عبر خطاب متلفز من السعودية، مرجعاً قراره إلى “مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله، من فرض أمر واقع بقوة سلاحه”.
وتسري في لبنان شائعات كثيرة منذ ذلك الحين، لا سيما أن استقالة رئيس الوزراء ترافقت مع حملة توقيفات في السعودية شملت شخصيات سعودية وأمراء من العائلة الحاكمة.
فيما علّق الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصرالله، في كلمة متلفزة، الأحد، بأنه “ليس هناك سبب داخلي لبناني للاستقالة”، معتبراً إياها “قرارا سعوديا أملي عليه (الحريري)”.
وجاءت استقالة الحريري، التي لم يصادق عليها الرئيس ميشال عون بعد، وسط حالة من التوتر الشديد بين السعودية وإيران، وبعد نحو عام على تكليفه رئيساً للحكومة التي شكّلها أواخر 2016.
واعتبر مراقبون أن موقف موسكو بعد زيارة سلمان "التاريخية" لروسيا الشهر الماضي لم تفلح في تعزيز العلاقات بينهما حتى على مستوى قضية "صغيرة" كما دأب السعوديون على وصف المشكلات التي يفتعلونها في المنطقة، على حد وصفهم.