قال موقع إنترسبت الأميركي إن السعودية تتخبط في سياساتها الخارجية، وذلك رغم امتلاكها لمقدرات القوة إلإقليمية، وأضاف أن عدم كفاءة قياداتها ينذر بانهيارها وأن بوادر هذا الانهيار البطيئ قد بدأت بالظهور.
وأضاف الموقع في مقال نشره اليوم أن ما يجعل من السعودية قوة إقليمية هو أنها تمتلك خُمس احتياطات النفط على المستوى العالمي، وأن علاقاتها كانت وثيقة مع الدول الغربية القوية وبسبب حصولها على كميات لا حصر لها من الأسلحة الأميركية، وبوصفها مركزا للمقدسات الإسلامية.
واستدرك بالقول لكن نظرة سريعة لبعض المظاهر لما يجري في الشرق الأوسط يكشف عن ما تعانيه السعودية من تخبط سياسي، وذلك في ظل قيادة ولي العهد السعودي الأمير الشاب محمد بن سلمان. ولعل أبرز هذه المظاهر انزلاق السعودية إلى مستنقع الحرب الكارثية في اليمن.
وأضاف الموقع أن الأزمات التي تعانيها السعودية آخذة بالتزايد بشكل كارثي، ومن بينها فشل السعودية في الحرب الخاسرة على اليمن، وفشلها في محاولتها لتركيع دولة قطر، ومحاولتها زعزعة استقرار لبنان عن طريق استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أثناء زيارته إلى الرياض.
مشكلة أعمق
وأشار الموقع إلى أن السعودية كثيرا ما توصف بأنها مهد التطرف الإسلامي، ولكن هذا الوصف قد يكون أحد أعراض مشكلة أعمق تتمثل في عدم كفاء قياداتها من الأصل.
وأشار المقال إلى الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز الذي تم اغتياله في 1975 وقال إنه كان آخر الملوك السعوديين الذي أعطى صورة إيجابية عن بلاده، وأضاف أن السياسة الخارجية للسعودية تمضي بلا هدف منذ ذلك التاريخ.
وقال إن السعودية تبدو محاصرة بشكل أكبر وذلك بالرغم مما أنفقه قادتها من المبالغ الباهظة ليس فقط على الحرب مع إيران وحلفائها في المنطقة، ولكن في محاولة محاربة قطر والإخوان المسلمين والمنافسين الداخليين.
وأضاف: عند المقارنة بين السعودية وإيران فيمكن القول إن بينهما قواسم مشتركة رغم خلافاتهما الطائفية، وتتمثل هذه القواسم في أنهما -حسب المجلة- دولتان نفطيتان قمعيتان، وأن كلا منهما تستخدم الهوية الطائفية من أجل بسط نفوذها في الخارج، وأن كلا منهما تسعى لأن تكون القوة الإقليمية المهيمنة، وأنه لا يهمهما الدمار الذي تتسببان به.
وتحدث الموقع عن تداعيات الثورة الإيرانية في 1979 في المنطقة، وقال إن العديد من الجماعات الشيعية تنظر إلى إيران بوصفها النموذج ومصدر الدعم، بينما ينظر الكثير من المسلمين السنة إلى السعودية بعين الاحتقار.
وأوضح أن إيران يمكنها الاعتماد على وكلائها من المليشيات الموالية في العراق ولبنان، لكن السعودية تزيد من أعدائها من السنة أنفسهم من خلال شنها الحرب على الإخوان المسلمين والحركات الصوفية الأخرى.
وأضاف أن القادة السعوديين لم يتمكنوا من توظيف الصورة الإسلامية لبلادهم بالشكل الأمثل بالرغم من الهبات التي يقدمونها هنا وهناك، كما أنهم لم يتمكنوا من إنشاء حلفاء أقوياء مثل الحليف الإيراني المتمثل في حزب الله اللبناني.
وأوضح أن السعودية غير قادرة على قبول الحلفاء إلا إذا كانوا خاضعين لها ولسلطتها المطلقة.
وأضاف أنه عندما وجدت السعودية غياب الدعم الشعبي أو الحلفاء الموثوق بهم في العالم الإسلامي، فإن القادة السعوديين سرعان ما لجؤوا إلى التحالف مع إسرائيل بشكل علني.
وأن السعودية فشلت أيضا في تحسين صورتها لدى الولايات المتحدة بالرغم من الأموال الطائلة التي تنفقها على جماعات الضغط والعلاقات العامة.
وقال إن البلاد الغنية بالموارد والمزايا لا يمكنها أن تتحمل البقاء إلى الأبد تحت قيادة مهدرة وغير كفؤ، وأشار إلى أن بوادر انهيار السعودية البطيئ الذي لا يرحم قد بدأت بالظهور، حيث أصبحت البلاد مهجورة بعد نحو قرن على إنشائها.