قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن السعودية وقعت في فخ دبلوماسيتها، فالرياض التي أرادت تركيز الاهتمام على حزب الله، جعلت الاهتمام ينصب على تدخلها الصارخ في الشؤون اللبنانية بدلا من ذلك.
وشبّهت لوموند الدبلوماسية السعودية بأداة الصيد الأسترالية "البومرانغ" التي ترتد إلى مطلقها إذا لم تصب الهدف.
وقال كاتب المقال بنجامين بارث إنه في الوقت الذي وصل فيه رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري إلى باريس، لينهي المرحلة الأولى من الأزمة اللبنانية، بدت حصيلة الدبلوماسية السعودية التي كانت وراء هذا التوتر في المنطقة، غير مغرية حقا.
وبحسب مقال الصحيفة الفرنسية فإنه سواء أكان الحريري قد استقال بدافع إحداث "الصدمة"، أو أُجبر من قبل حكام الرياض على الاستقالة واحتجز رغما عنه في المملكة كما يشير إلى ذلك العديد من الشهادات والأدلة، فإن النتيجة واحدة.
نتيجة كارثية
وفي هذا الصدد يقول أستاذ القانون العام في جامعة بيروت العربية علي مراد إن النتيجة كارثية والسعوديون لم يتوقعوا ردة فعل المجتمع اللبناني.
وبيّنت الصحيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان يسعى من خلال استقالة رئيس الوزراء السني سعد الحريري المفاجئة من الرياض في الرابع من نوفمبر/تشرين الأول الحالي، لتحريض الطبقة السياسية اللبنانية المحلية للانتفاض على حزب الله الشيعي الموالي لطهران.
وذكرت أن هذا الأمر كان الهدف الضمني لقرار الاتهام الذي أصدره الحريري على شاشة قناة العربية السعودية، الذي وعد فيه بـ"قطع" يد إيران.
وبحسب لوموند فإن المملكة العربية السعودية، التي تدخل في سباق من أجل التفوق الإقليمي ضد النظام الإيراني، كانت تأمل في أن يعيد هذا القرار الدراماتيكي تشكيل المعادلة السياسية اللبنانية في اتجاه أكثر ملاءمة لمصالحها. ومع ذلك فإن ما يحدث على الأرض لمدة أسبوعين يذهب في الاتجاه المعاكس.