قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن المملكة العربية السعودية، التي كانت تعتبر أكبر داعم للمعارضة السورية، تخلّت عن شرط تنحّي بشار الأسد عن السلطة في سوريا، وأنها انضمّت مؤخراً إلى الدول الداعمة لعملية سياسية مع بقاء بشار الأسد في السلطة.
وكانت السعودية من أكبر الدول الداعمة لفصائل المعارضة السورية، التي كانت تصرّ على تنحّي بشار الأسد من أجل الشروع بعملية سياسية جديدة في البلاد، التي أنهكتها الحرب منذ نحو ست سنوات.
وكانت عدة شخصيات سورية معارضة بارزة قد أعلنت، الاثنين، استقالتها من هيئة المفاوضات السورية قبيل مؤتمر من المقرّر أن يعقد لاحقاً في الرياض، وبحسب بيان لتلك الشخصيات فإنها ترفض تعرّضها للضغط لتبنّي وجهة نظر تقبل ببشار الأسد رئيساً.
ويبدو أن السعودية قد تخلّت عن شرط رحيل بشار الأسد، حيث قامت بدعوة أطراف سورية معارضة، أغلبها من جماعة موسكو، التي تعتبر جماعة سورية معارضة إلا أنها شكّلت بموسكو، ويصفها البعض بأنها موالية لنظام الأسد، بحسب ما تورده الصحيفة البريطانية.
هذه التطوّرات تأتي في وقت أعلن فيه الكرملين عن استقبال الرئيس فلاديمير بوتين، بشار الأسد، في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها سابقاً، حيث أكد بوتين أنه ما زال الطريق طويلاً للانتصار على الإرهاب، إلا أنه أشار إلى أن العمل العسكري فيما يتعلق بمطاردة الإرهاب بسوريا بدأ يصل إلى نهايته، "وأعتقد أن الأمر الأكثر أهمية الآن هو التحرك في المجال السياسي".
وخلال المحادثات التي عُقدت بين الأسد وبوتين، واستمرّت لمدة أربع ساعات، أعلن الكرملين أن الأسد وافق على اقتراح عقد مؤتمر حوار وطني سوري في ديسمبر المقبل، وأشاد بوتين برغبة الأسد في التعاون مع جميع الأطراف من أجل التوصل إلى تسوية الأزمة السورية.
وقال بوتين: إن "الهزيمة النهائية والحتمية للإرهابيين قريبة من سوريا. وأعتقد أن الشيء الرئيسي الآن هو الانتقال إلى العمليات السياسية، ويسرّني أن أرى استعدادكم للعمل مع الجميع الراغبين في إرساء السلام وإيجاد الحلول".
وأضاف بوتين خلال استقباله الأسد: "بالإضافة إلى الشركاء الذين ذكرتهم (تركيا وإيران) أنتم تعرفون أننا نعمل كذلك مع دول أخرى؛ كالعراق والولايات المتحدة ومصر والسعودية والأردن، ونحن على تواصل مستمر مع شركائنا".
وتابع: "أودّ أن أناقش معكم المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية، ومؤتمر الحوار السوري الذي تساندونه. أودّ أن أستمع إلى تقييمكم للحالة الراهنة وآفاق تطور الوضع، بما في ذلك رؤيتكم للتسوية السياسية التي حسبما تبدو لنا، ودون شك، في نهاية الأمر ينبغي أن تتم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة"، بحسب "الخليج أونلاين".