كشف مسؤولون أمريكيون أن الرئيس دونالد ترامب، يعدّ خطة سلام يحاول من خلالها إرضاء الفلسطينيين بعد إعلانه الصادم بشأن القدس المحتلة.
وأعلن الرئيس الأمريكي، الأربعاء، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ووقّع على قرار نقل السفارة الأمريكية إليها بعد 6 أشهر، ما أثار غضب دول العالم أجمع، وندّدوا بهذا القرار مطالبين بالتراجع عنه.
ويعتزم ترامب في خطته، بحسب ما ذكر مسؤولون أمريكيون لوكالة "رويترز"، الجمعة، أن يطالب السعودية وغيرها من دول الخليج العربية بتقديم دعم مالي كبير للفلسطينيين، كما ستتضمّن الخطة القضايا الكبرى، ومن ضمن ذلك القدس المحتلة، والحدود، والأمن، ومستقبل المستوطنات.
وقال مسؤولان أمريكيان ومسؤولان فلسطينيان، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، للوكالة، إن ترامب سعى في اتصاله مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الثلاثاء، إلى تخفيف أثر إعلان القدس بالتشديد على أن الفلسطينيين سيحققون مكاسب من خطة السلام التي يعكف على وضعها صهره، جاريد كوشنر، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات.
وأفاد مسؤولون بأنه عندما أبلغ ترامب عباس بنيته الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أكد له أن هناك خطة سلام قيد الإعداد من شأنها أن ترضي الفلسطينيين.
ويستهدف ذلك فيما يبدو الحدّ من تداعيات قراره بشأن القدس المحتلة، الذي يخالف السياسة الأمريكية القائمة منذ فترة طويلة حيال تلك القضيّة الشائكة.
واستهدف الاتصال الهاتفي الذي أجراه ترامب بعباس، الثلاثاء، أي قبل يوم من إعلانه بشأن القدس، على ما يبدو، تسليط الضوء على جهود خلف الكواليس يبذلها مستشارو البيت الأبيض لوضع خطة سلام من المتوقّع طرحها في النصف الأول من 2018، لكنها باتت محل شكّ الآن؛ بسبب الغضب الذي يسود الشرق الأوسط حالياً جراء إعلان ترامب.
ومع إعلان الفلسطينيين أنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة العمل كوسيط نزيه؛ بعد انحيازها الكبير لإسرائيل بشأن أحد أوجه الخلاف الرئيسية في الصراع، قال مسؤولو الإدارة إنهم يتوقعون "فترة تهدئة".
وقال المسؤولون الأمريكيون إن فريق ترامب، بقيادة صهره ومستشاره جاريد كوشنر، سيضغط بوضع خطة تكون أساساً لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أملاً في أن تنتهي الضجّة وألا يستمر أي توقف في الاتصالات الدبلوماسية مع الفلسطينيين طويلاً.
لكن وسط احتجاجات في الأراضي الفلسطينية وغموض بشأن ما إذا كان الفلسطينيون سيظلّون مشاركين في جهود السلام، قال مسؤول أمريكي إنه لا يزال من الممكن تعطيل العملية.
وأضاف المسؤول: "إذا كانوا لا يزالون يقولون إنهم لن يتحدثوا فلن نفعلها (نطرح الخطة) حينئذ".
وحذر كبار حلفاء واشنطن الغربيين والعرب من أن قرار ترامب بشأن القدس قد يحكم بالفشل على محاولات تحقيق ما يصفه الرئيس الأمريكي بـ "الاتفاق النهائي" للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولم تتبلور بعد تفاصيل الإطار التفاوضي، ولا توجد مؤشرات تذكر على تقدّم ملموس في هذا الصدد.
وذكر مسؤول فلسطيني أن عباس ردّ على ترامب بالقول إن أي عملية سلام لا بد أن تتمخّض عن أن يكون شرق القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
واحتلّت إسرائيل شرق القدس في حرب عام 1967، وضمّتها لاحقاً في خطوة لم تلقَ اعترافاً دولياً.
وقال مسؤول أمريكي كبير، إن ترامب أبلغ عباس أنه يريد بحث القضايا شخصياً، ووجه له الدعوة لزيارة البيت الأبيض، بيد أن توقيتها لم يتضح بعد.