اختتم مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا اليوم أعمال مؤتمر "الأزمات والنزاعات في الوطن العربي: نحو تجاوب محلي".
وتناول الخبراء والباحثون في مداولاتهم بالمؤتمر، الذي استمر يومين، ثلاثة محاور تركزت حول البحث في حل وتحويل مسارات النزاع من خلال التجاوب المحلي، التجاوب المحلي للإغاثة وإعادة الإعمار، وترسيخ الهيكل والطابع المحلي والإقليمي للمعرفة المتخصصة في حل النزاع والعمل الإنساني.
وقُدمت في اليوم الأخير للمؤتمر أوراق تطرقت إلى عدد من النماذج المهمة للأزمات والصراعات في المنطقة في سوريا واليمن والعراق واليمن ولبنان والسودان.
وتطرقت الباحثة سحر الفكي في ورقتها إلى التحديات المتعلقة بربط الإغاثة بالتنمية خلال حالات العمل الإنساني المعقدة والطارئة بالتطبيق على السودان.
وركز الباحث سعد سلوم على بناء قدرات الأقليات العرقية في مواجهة العنف، لافتا إلى أهمية تطوير وبناء قدرات الهياكل غير الرسمية للحوار والمصالحة وحل النزاع، لا سيما حين تصبح الأقليات عالقة وسط نزاع بين جماعات أكبر تتصارع حول الأراضي والموارد الأخرى، وحين تكون للنزاع أسباب دينية أو عرقية أو سياسية.
من جانبه، أشار الباحث محمد الجسيم إلى دور القيادات والزعامات المحلية في بناء السلام تطبيقا على شبكة أمان سورية في حل النزاعات على المستوى المحلي.
وخلص الباحث إلى أن النزاع في سوريا أحدث تغييرا في مفهوم القائد المحلي لدى أفراد المجتمع، حيث لم يعد الاستناد إلى الشرعية التقليدية (دينية، قبلية، عائلية) هو المحدد ليكون الفرد قائدا محليا.
وفي ورقته الموسومة "المجتمع المدني في الوطن العربي وحوكمة بناء السلم في مرحلة ما بعد النزاعات المسلحة: دراسة في الحالة الليبية"، حاول ظريف شاكر تفحص القدرات الكامنة والمحتملة التي من الممكن أن يلعبها المجتمع المدني في حوكمة بناء السلم والمحافظة على استدامته في المجتمعات المتأثرة بالصراعات المسلحة.
كما تناول المؤتمر في جلساته بالنقاش أوراقا أخرى عديدة مثل "الإقليم عمليات العدالة الانتقالية" للباحث شافانا موسى، و"المقاربات المفسرة لإدارة الحكم المحلي وتحقيق السلم وفق منظور العدالة الانتقالية" للباحث بوحنية قوي، و"علم ظاهريات (الفينومينولوجيا) تكنولوجيا الاتصال بالإنترنت من أجل التغيير الاجتماعي نحو المصالحة" للباحث إياد الدجاني.
وتحدث الباحث محمد عوض عثمان عن "الانتقال من الحرب إلى السلام في السودان: طرق التشاركية بين المجتمعات"، بحسب "الجزيرة نت".