وقالوا لصحيفة «الإمارات اليوم» الصادرة في دبي، إن «المنتخبات الخليجية تتعامل مع بطولات الخليج بتفكير واحد، وهو الفوز باللقب ولا شيء غيره، ما دفع الأجهزة الفنية إلى عدم الاستعانة بلاعبين جدد في النسخ الماضية، والاعتماد بصورة أكبر على الأسماء المُستهلكة خليجياً».
وأضافوا أن «المنتخبات والأندية الخليجية أصبحت تعتمد في السنوات الأخيرة على المدارس الأوروبية، التي لا تميل فلسفتها للاعب المهاري، بل تفضّل اللاعبين أصحاب القوة الجسمانية واللياقة البدنية العالية، على العكس من السابق، عندما كان يتم الاعتماد على المدربين البرازيليين والعرب، الذين يميلون إلى المواهب، ويعملون على صقلها».
وحمّل النجوم السابقون الأندية الخليجية جزءاً من مسؤولية غياب المواهب في بطولات الخليج، بسبب اعتمادها على اللاعب الأجنبي في البطولات المحلية، وإهمالها قطاعات الناشئين، وعدم الاعتماد على الكشافين الذين كان لهم دور بارز في السابق في تقديم المواهب إلى مسرح الكرة الخليجية، مطالبين بضرورة أن يكون هناك دور مهم للأسر للحفاظ على مواهب أبنائها، خصوصاً في مراحل الشباب والناشئين، من خلال توفير بيئة صحية تتعلق بالتغذية السليمة، ومساعدتهم على النوم في أوقات مبكرة.
الزخم الإعلامي
من جهته، أكد اللاعب الكويتي السابق، عبدالله وبران، أن «الزخم الإعلامي الكبير الذي يُسلط على دورات الخليج أصبح أمراً سلبياً، ويؤثر في ظهور المواهب بدورات الخليج، خصوصاً الصغار، ما جعلهم يفقدون تركيزهم، ومن ثم لا يستطيعون إبراز مواهب على النحو الذي يُمتع الجماهير».
وقال: «اليوم لدينا في خليجي الكويت أكثر من 3000 إعلامي يتابعون (خليجي 23)، وهذا العدد الكبير بلا شك يؤثر في اللاعبين، ويجعلهم يشعرون بأنهم تحت وطأة النقد إذا لم يقدموا النتائج المطلوبة منهم».
وأضاف: «هناك دور مهم يجب أن تُظهره الأجهزة الفنية والإدارية بحماية اللاعبين من هذا الضغط الإعلامي، ولدينا مثال ناجح على ذلك يتعلق بالمدرب مهدي علي، الذي عزل لاعبيه تماماً في (خليجي 21) بالبحرين عن وسائل الإعلام، لأنه كان يُدرك صغر سن لاعبيه، وإمكانية تأثرهم بما يُكتب عنهم، سواء كان سلباً أو إيجاباً، وهذا ما ساعده على الفوز باللقب».
وأوضح أن «غياب الكشافين عن الملاعب الخليجية تسبب أيضاً في قلة ظهور المواهب التي قلت في كل ملاعب العالم، ولم تعد كما كانت في السابق، لكن بما أننا نتحدث عن بطولات الخليج، فإن غياب الكشافين قد انعكس بصورة سلبية على إبراز المواهب التي كانت تظهر بشكل دائم ومتكرر في تلك البطولة». وأضاف: «في السابق كانت الأندية تعتمد على هذه المجموعة من الكشافين لإمدادها باللاعبين أصحاب المهارات، فكان دورهم بارزاً في تقديم الأسماء التي برزت خليجياً عبر السنوات الطويلة الماضية».
المدارس التدريبية
بدوره، قال لاعب المنتخب الوطني السابق، خالد إسماعيل، إن المدارس التدريبية لعبت دوراً مهماً بالتأثير في إبراز المواهب الخليجية، وأضاف: «ربما يكون أحد أسباب غياب المواهب هو استقدام مدارس تدريبية من أوروبا، على العكس من السابق، إذ كانت المنتخبات الخليجية وكذلك الأندية، سواء على مستوى الفريق الأول أو قطاعات الناشئين، تعتمد على المدربين البرازيليين والعرب أيضاً، لأن هذه المجموعة من المدربين كانت تملك القدرة على مزج المواهب بطرق اللعب، فكنا نشاهد ونستمتع بالمواهب الخارقة».
وتابع: «الوضع يختلف بالنسبة للمدربين الأوروبيين، الذين يعتمدون بصورة أكبر على السرعة والقوة في اختيارات اللاعبين، وهذا ما أثر في اللاعب المهاري الذي لا تتوافر فيه تلك السمات».
وأكمل: «الأندية الخليجية عموماً كانت تعتمد على قطاعات الناشئين، التي تم إهمالها بصورة واضحة في السنوات الأخيرة، بعدما بدأت معظم دوريات الدول الخليجية في تطبيق نظام الاحتراف، ما جعل كل ميزانيات الأندية تتجه إلى الفريق الأول لتغطية نفقات الاحتراف، وهذا ما أثر بصورة واضحة في المواهب الشابة».
وختم: «نحتاج أيضاً إلى أن تكون لدينا دوريات قوية ومنتظمة، توفر للاعبين احتكاكاً قوياً يساعد على تنمية مهاراتهم ومواهبهم بصورة سليمة، لأن الدوري هو المحك الأساسي الذي ينطلق من خلاله اللاعبون إلى المنتخبات الوطنية».
اللاعبون الأجانب
أما مهاجم المنتخب العماني السابق، عماد الحوسني، فقال إن المواهب في بطولات كأس الخليج لم تغب كلياً، وإنما قلت بصورة كبيرة عما كانت عليه في السابق.
وأضاف أن «مزاحمة اللاعبين الأجانب للاعب الخليجي أثرت بلا شك في المنتخبات الوطنية، ولم تعد تعطيها النجوم التي يمكن أن تتألق فترات طويلة».
مضيفاً: «الكشف عن هذه المواهب أيضاً عملية مهمة، تحتاج إلى جهد كبير وإمكانات مالية عالية، وأرى أن الخطوات التي أقدمت عليها بعض الدول الخليجية بالسماح بمشاركة أبناء المواطنات ومواليد الدولة في المسابقات المحلية قرار سيؤتي ثماره على المدى القريب، وسيوسع من قاعدة الاختيارات لدى الأندية وأيضاً المنتخبات في المراحل السنية المختلفة».
وأكمل: «لا أريد أن أرمي بالمسؤولية فقط على الأندية أو الأجانب، ونهمل اللاعبين الخليجيين أنفسهم، لأن عليهم مهمة كبيرة تتعلق بتطوير أنفسهم بصفة مستمرة، كما هي الحال في الدوريات الأوروبية، التي لا يتوقف فيها عطاء اللاعب عند حد مُعين، بل يتطور، ما يفيد منتخب بلاده في المقام الأول».
دور الأسرة
وقال المدافع الدولي البحريني السابق، حسين بابا، إن حالة الاهتمام الكبرى التي توليها المنتخبات الخليجية للفوز بكأس البطولة، جعل معظم تركيزها ينصب على العناصر المتقدمة في السن، التي من الممكن أن تحصد لها الكأس، دون الزج بعناصر شابة، خوفاً من المغامرة.
وأضاف: «دون ذكر أسماء، هناك لاعبون نجوم تجاوزت أعمارهم الـ34 عاماً، ومازالوا يظهرون منذ سنوات طويلة في بطولات الخليج، صحيح أنهم أسماء كبيرة، ولها نجاحات عدة في السابق، لكن مردودها الفني تراجع، وهذا أمر طبيعي بحكم تقدم السن، ولكن تخوف المدربين من المجازفة أمر أثر في ظهور مواهب جديدة في كأس الخليج، رغم قناعتي الشديدة بأن الملاعب الخليجية لن تندر فيها المواهب».
وأشار: «لا أعفي الأسرة من دورها المهم في الحفاظ على موهبة اللاعبين، خصوصاً في مرحلة الناشئين، فلابد أن يكون للأسرة دور واضح في عملية نمو اللاعب بشكل احترافي سليم، وتحديداً في ما يتعلق بالرقابة على عملية التغذية، والنوم في أوقات مبكرة، فاللاعب يحتاج إلى التغذية السليمة، والنوم المبكر، إلى جانب التدريب الجيد، للحفاظ على موهبته».