أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن أسفه لتحوّل مجلس التعاون الخليجي إلى منظمة غير فاعلة وليس لها تأثير في حل مشاكل بلدانها بعدما كان في مرحلة سابقة يعكس آمالا في الوطن العربي.
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني -خلال مشاركته في جلسة بعنوان "رؤية مشتركة للعالم العربي" في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي- أن قطر كانت تعتقد أن لدى دول المجلس رؤى مشتركة إلى غاية الأشهر الثمانية الماضية بعد الهجوم الذي استهدفها، مشيرا إلى أن بلده يؤمن بالسلام والحوار كقيمة وكان سباقا للدعوة إلى الحوار.
ولفت إلى أن قطر دعت كل الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار لمناقشة اختلافاتهم معها لأنها تؤمن بأن بحث مثل هذه الاختلافات يتم بالحوار وليس برفضه.
وتابع أننا "نعيش في حقبة نحتاج فيها إلى التعايش جنبا إلى جنب مع احترام سيادة الدول"، مشددا على أنه لا يوجد حل وسط عندما يتعلق الأمر بالسيادة، ومعربا عن استمرار دولة قطر في الدعوة للحوار لحل الأزمة الخليجية.
وأضاف أن القوى المختلفة تحاول الحصول على أقصى قدر من النفوذ حتى تأتي إلى طاولة المفاوضات في وضع أفضل، لافتا إلى أن الشعوب هي التي تدفع الثمن. وأعرب عن اعتقاده بضرورة أن يحث العالم جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لمعالجة شواغلهم، مشيرا إلى أن المنطقة تزخر بإمكانيات كثيرة تتطلب وضعها في المسار الصحيح.
وفي ملف الإرهاب، أشار إلى أن جماعات التطرف العنيف تنمو في مناطق الاضطرابات السياسية والتفكك الاجتماعي والفقر والمشاكل الاقتصادية، وقال إن اقتصار التعامل مع الجماعات المتطرفة على الجوانب الأمنية فقط سيؤدي إلى اختفاء الإرهاب لمدة قصيرة ويمهد لنمو جماعات متطرفة جديدة.
ولفت إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية ما هو إلا تطور لتنظيم القاعدة الذي كان في العراق، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة لم يبدأ في سوريا وإنما في العراق، وذلك بسبب الفراغ السياسي وتهميش فئات معينة، مضيفا أن التنظيم وجد مكانا مثاليا للنمو في سوريا بعد الفوضى التي خلقها النظام.
ورأى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنه عندما يتم تزويد الشباب بالأمل وفرص العمل والتعليم المناسب سينشؤون ليصبحوا أفضل ولن يكونوا ضعفاء أمام التطرف، وقال إن هناك أدلة على أن المتطرفين يستخدمون الدين لتحقيق أهدافهم السياسية، داعيا إلى التعلم من أحداث الماضي.