كشف ما يسمى «الذباب الإلكتروني» التابع لأجهزة الأمن السعودية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن النوايا العسكرية التي تبيّتها بعض دول الحصار لتنفيذ عمل عسكري ضد قطر، وهو ما سبق أن نفته تلك الدول من قبل، وأكده خالد العطية وزير الدفاع القطري، في تصريحات إعلامية الأسبوع الماضي.
ودعا الخبير العسكري السعودي الموالي لأبوظبي والمقرّب من الديوان الملكي، إبراهيم آل مرعي، إلى تنفيذ عملية عسكرية ضد الدوحة.
وقال آل مرعي، في تدوينات له عبر حسابه على «تويتر»: «كافة معايير العداء تحققت، وجميع المعطيات تدفع باتجاه تدخل عسكري في قطر».
وذكر في تغريده أخرى: «الدول العظمى لها حساباتها، ولو أخذت هذه الحسابات بعين الاعتبار في البحرين لكانت المنامة محافظة إيرانية».
وزعم قائلاً: «وضع الدول العظمى أمام الأمر الواقع بتدخل عسكري في قطر (مع ضمانات بالحفاظ على مصالحها) يضمن إنهاء الأزمة القطرية واستعادة مجلس التعاون».
واختتم آل مرعي تدويناته قائلاً: «من وجهة نظري، وأقولها وبوضوح (التقييم الاستراتيجي الإقليمي والدولي، السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني والاجتماعي) ملائم لتنفيذ عملية عسكرية خاطفة لتحرير قطر».
وبحسب مراقبين، تشير هذه التصريحات أن دول الحصار كانت تبيّت النية تجاه قطر، خاصة وأنها جاءت متوافقة مع تهديدات المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، حيث أطلق القحطاني دعوة صريحة لقلب نظام الحكم في قطر وتهديد مباشر باقتحام الدوحة، فضلاً عن الإساءة والسباب الذي وجهه للقيادة القطرية، في محاولة لتعقيد الأزمة واستفزاز الجانب القطري. واستنكر الكثير من النشطاء على «تويتر» تلك التصريحات، وأكدوا أن مثل هذه «الحقارة» لا تخرج إلا من أفواه «أولاد الشوارع».
ودعا البعض، ساخراً، إلى الخلاص من الحوثيين قبل تهديد قطر. وأكد آخرون على أن ما ينطق به لا يخرج عن عاقل، وأن المراد به الفتنة.
وفي تعلقيه على تلك الحملة المذعورة التي يشنها مسؤولو النظام السعودي على قطر، قال الكاتب السعودي جمال خاشقجي، إن وصول الخطاب السياسي إلى هذا المستوى من الانحدار، واتباع أسلوب «التشاتم»، أمر لا يبشّر بخير.
إحباط المخطط
وكان خالد العطية، أكد من واشنطن، أن قطر تمكنت من إحباط خطط السعودية والإمارات لغزوها.
وأشار ، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الأسبوع الماضي، إلى أن السعودية والإمارات حاولتا استخدام وسائل شتى ضد قطر، من بينها إثارة القبائل، واستخدام من وصفهم بـ «الدمى» للإطاحة بقادة قطر.
وكشفت تغريدات المسؤولين السعوديين عن حالة الذعر التي يعاني منها أجهزة سعودية، بسبب ما كشفته هيئة دولية مختصة بمراقبة ومتابعة إدارة السعودية للحرمين، عن استخدام الرياض المقدسات في تحقيق أغراض سياسية.
كما اتهمت عدة تقارير السعودية بتسييس الحج، والتعدي على الآثار القديمة في تلك المدن التي شهدت مولد الإسلام. وأُعلن في ماليزيا مؤخراً عن إنشاء أول هيئة دولية لمراقبة ومتابعة إدارة السعودية للحرمين، وهي هيئة تهتم بمنع استخدام المقدسات لأغراض سياسية.