قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إن شعب بلاده لن يقبل بعودة الحكم العائلي الذي انتفض عليه، معتبرا أن هناك من يحاول حرف مسار معركة اليمن باتجاه مشاريع تدميرية صغيرة.
جاء ذلك في كلمة وجهها هادي اليوم لليمنيين بمناسبة الذكرى السابعة لثورة 11 فبراير/شباط 2011، وفقا لما نشرته وكالة “سبأ” الرسمية.
ودافع الرئيس اليمني عن الثورة التي أطاحت بسابقه علي عبد الله صالح قائلا :”الثورة على الظلم مغامرة محمودة”. واستطرد “ومن يحاول بطريقة أو أخرى تحميل هذه الثورة وزر ما نحن عليه اليوم، يتجاهل معطيات ووقائع كثيرة يطول الحديث عنها”.
ولفت هادي أن “الشعب اليمني لن يقبل بعودة الحكم العائلي الذي انتفض عليه”، في إشارة إلى ما تردد عن تحركات إقليمية تسعى لإعادة نجل أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس السابق إلى الحكم مجددا.
واعتبر أن المعارك التي شهدتها مدينة عدن جنوبي اليمن أواخر الشهر الماضي، “جرس إنذار” أمام الشعب والتحالف العربي (تقوده السعودية منذ 26 مارس 2015)، ينبههم لمن يحاولون حرف مسار معركة اليمن باتجاه مشاريع تدميرية صغيرة، دون مزيد من التوضيح.
وشهدت عدن أواخر يناير الماضي، اشتباكات استمرت 3 أيام، وأسفرت عن سقوط 29 قتيلاً، بين القوات الحكومية وأخرى تابعة لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، (يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله) الذي يحظى بدعم الإمارات، وفقا لاتهامات حكومية غير رسمية.
وفي كلمته اليوم، دعا الرئيس هادي قيادات وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام للتوحد تحت مظلة الشرعية لمواجهة جماعة “أنصار الله” (الحوثيين).
ومنذ مقتل صالح على يد حلفائه السابقين من جماعة الحوثي مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، تعصف بـ”المؤتمر الشعبي”، حالة من الانقسام الحاد، عبرت عن نفسها في السابع من الشهر الماضي، عبر اختيار اللجنة العامة للحزب صادق أمين أبوراس، المعروف بقربه من الحوثيين، رئيسا جديدا لـ”المؤتمر” خلفا لصالح.
وأشار الرئيس هادي أن اليمنيين انتفضوا في 2011 توقا إلى يمن جديد تسوده قيم العدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروة والسلطة.
وأضاف أنه “تم الانقلاب المسلح على السلطة (من قبل الحوثيين وأنصار صالح) وإشعال حرب همجية وعبثية ضد الشعب اليمني رفضا لتنفيذ كل ذلك”. وقال إن “الانقلاب جاء للحفاظ على مصالح أشخاص (لم يسمهم) التقت أجنداتهم مع أجندة طهران التوسعية ومشروعها الذي ينظر الى اليمن كمنصة لزعزعة أمن واستقرار الخليج والعرب وابتزاز المجتمع الدولي بالسيطرة على أحد أهم طرق الملاحة العالمية”، في إشارة إلى مضيق باب المندب الواصل بين البحر الأحمر وبحر العرب.
كما لفت هادي، إلى أن “متغيرات كثيرة حدثت بين الذكرى السادسة والسابعة لثورة التغيير، أبرزها تفكك تحالف الشر الانقلابي بين مليشيا الحوثي الإيرانية والرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي أدرك ولو متأخرا خطورة مشروعها، ودعا للانتفاضة الشعبية ضدها، لتقوم باغتياله كعهدها في الغدر والخيانة والتنصل عن المواثيق والعهود”.
وفيما أشار إلى أن جميع اليمنيين شركاء في الوطن ومعركته المصيرية في إنهاء الانقلاب، لفت هادي إلى أن للشعب بعد ذلك “حرية الاختيار بعد أن يتم الشروع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ومشروع اليمن الاتحادي الجديد”.