كشف موقع (nationalinterest) عن وجود أدلة متزايدة تؤكد بأن السعودية استهدفت عمداً البنية التحتية المدنية لتصنع أزمة انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن،
وأشار الموقع في تقرير له تحت عنوان إلى أن مئات الضربات الجوية للرياض استهدفت عمداً المزارع والأسواق ومرافق تخزين الأغذية، في حين دُمر أكثر من مئتي قارب صيد بغارات التحالف.
وتحت عنوان "مخاطر تجاهل اليمن" نشر الموقع تحليلا عن الوضع العام في اليمن، وأداء السعودية والإمارات، والمتغيرات التي تطرأ على المشهد العام في اليمن، منتقدا السياسة الأمريكية في التعامل مع الملف اليمني.
وقال الموقع إن الولايات المتحدة الأمريكية فضلت الصمت تجاه ما يجري في اليمن من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتين تقودان التحالف العربي في اليمن.
وطالب الموقع الذي ترجم ما نشره "الموقع بوست" واشنطن بعدم الصمت تجاه أخطاء المملكة العربية السعودية في اليمن، وحثها على استخدام تأثيرها للضغط على السعوديين وإقناعهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من تأثير حملة القصف على السكان المدنيين في اليمن.
وقال الموقع: وفي حين أن إقامة السلام في اليمن تحت قيادة هادي هي في مصلحة الولايات المتحدة، فإن الأضرار الجانبية التي ألحقتها المملكة العربية السعودية بالبلد الذي مزقته الحرب تشكل سببا خطيراً للقلق.
وأكد بأن التداعيات السلبية لأعمال المملكة العربية السعودية في اليمن تتجاوز المسؤوليات الإنسانية الكبيرة، واعتبر أن الدمار الكبير الذي تسببت فيه السعودية لم يخلق إلا زخماً إيجابياً ضئيلاً جداً نحو إنهاء الصراع.
وأضاف: بعد ثلاث سنوات تقريباً من الحملة السعودية، أصبح اليمن الآن أكثر انقساماً مما كان عليه عندما دخل التحالف في الصراع، ويتضح ذلك من العنف الذي اندلع مؤخراً في مدينة عدن بين مختلف الجماعات التي كانت من الحلفاء الظاهريين في جانب التحالف.
وقال بأن التوترات الأخيرة بين المملكة العربية السعودية وحليفتها الرائدة في التحالف، الإمارات العربية المتحدة، فيما يتعلق بالنهاية المرجوة من الصراع، تمثل فرصة مثالية لإدارة ترامب لإشراك السعوديين على نحو فعال في تغيير التكتيكات.
وأوضح كاتب التقرير (ماثيو رايسينر) بأنه من أجل الحيلولة دون نزول اليمن إلى حالة من الفوضى، يجب على الولايات المتحدة أن تبدأ في تطبيق الضغط العام والخاص على حكومة المملكة العربية السعودية لضبط تكتيكاتها العسكرية في اليمن، وتابع: من غير المرجح أن تقنع الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية بالتخلي عن حملتها بالكامل، كما أنه ليس من مصلحة أي من البلدين أن يتم ذلك.
وبخصوص الحوثيين قال التقرير بأنه حتى بعد انقطاعهم عن أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لم يظهر الحوثيون أي علامات على أنهم قريبون من الهزيمة، كما أن محاولة الحكومة لاستعادة العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة قد توقف إلى حد كبير.
الصراع السعودي الإماراتي
وأخيراً، فإن التوترات الأخيرة بين السعودية وحليفتها الرائدة في التحالف، الإمارات العربية المتحدة، فيما يتعلق بالنهاية المرجوة من الصراع، تمثل فرصة مثالية لإدارة ترامب لإشراك السعوديين على نحو فعال في تغيير التكتيكات، ما بين الدعم السعودي لحزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وتسليح دولة الإمارات للحركة الانفصالية الجنوبية التي هاجمت القوات الحكومية في عدن في أوائل فبراير، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن أبرز أعضاء التحالف لديهم القليل من الأمور المشتركة في اليمن إلى ما وراء الخوف المتبادل من الحوثيين والخوف من التأثير الإيراني الزاحف.
وقد تركت الظروف الراهنة السعودية أكثر يأساً من أي وقت مضى بالنسبة لحلفاء مستقرين في الصراع وأجبرتهم على إعادة النظر في فعالية استراتيجيتها الشاملة في اليمن، إذا كان هناك وقت للولايات المتحدة لممارسة نفوذها لتشجيع التغيير في التكتيكات العسكرية في المملكة، فإن هذا الوقت هو الآن.
فقد أضاعت إدارة ترامب فرصة استخدام خطاب (وهو الخطاب السنوي الذي يقوم فيه الرئيس الأمريكي سنوياً أمام الكونجرس لإيضاح حال الأمة و يضع تصوراً للأجندة والأولويات الوطنية) الاتحاد لتسليط الضوء علنا على الفشل الجماعي للتحالف في اليمن، ولا ينبغي أن يضاعف ذلك الخطأ من خلال الاستمرار في تجاهل الأخطاء التي ارتكبتها المملكة العربية السعودية في اليمن.
وقد أدى استهداف السكان المدنيين والبنية التحتية الحيوية من قبل القوات السعودية إلى خلق أزمة إنسانية في اليمن وينذر بتكون أجيال المستقبل من المتطرفين التي ستكرس حياتها لعرقلة النظام القائم في شبه الجزيرة العربية، وكل ذلك سيحدث إذا فشلوا في إيجاد حل ناجح للصراع المستمر، في حين أن المملكة العربية السعودية لا تزال حليفا إقليميا حاسما، يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم تأثيرها الكبير على السعوديين لإقناعهم تغيير تكتيكاتهم العسكرية في اليمن قبل أن يتحول الوضع الحالي إلى مزيد من عدم الاستقرار والفوضى.
*موقع (nationalinterest) هو نافذة أمريكية تأسست في عام 1985 من قبل إيرفينغ كريستول وأوين هاريس، وتهتم بالسياسة بالمواضيع الخارجية الدولية المتصلة بالولايات المتحدة الأمريكية.