أثار إرسال وحدة عسكرية باكستانية إلى السعودية كثيرا من التساؤلات في بعض الدوائر السياسية. فقد أعرب نواب في البرلمان عن عدم اقتناعهم بالمبررات التي ساقها وزير الدفاع خرم دستغير لإرسال هذه القوات التي قيل إنها ستتولى مهام تدريبية واستشارية ولن تخدم خارج حدود السعودية.
ولولا التوقيت والظروف الإقليمية لكانت مسألة إرسال قوات باكستانية إلى السعودية أمرا عاديا. لكن الأمر أثار أسئلة لا تملك الإجابة عنها سوى فئة محدودة. فالتوقيت والمكان لهما دلالات مهمة.
وإرسال قوات باكستانية للسعودية جاء في وقت شديد الحساسية يصطبغ بصبغة الحرب التي تشنها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن.
وفتحت المسألة الباب على تكهنات وتوقعات لم تحسمها تأكيدات المسؤولين على حيادية باكستان في صراع المملكة مع بعض جيرانها، وأن القوات الباكستانية في السعودية في مهمة تدريبة واستشارية فقط.
وكان البرلمان الباكستاني قد اتخذ مع بداية عاصفة الحزم قبل نحو ثلاث سنوات قرارا يلزم بلاده الحياد في حرب اليمن، ولم يبد موافقة مسبّقة على إرسال قوات إلى السعودية، فترى بعض أطراف المعارضة في إرسال وحدة عسكرية إلى الرياض التفافا على قراره.، ويرى بعض المحللين أن لإرسال قوات إلى السعودية علاقة مباشرة بالأوضاع الداخلية في المملكة ويأملون ألا تكون هناك أهداف أخرى.
وتعليقا على الأمر، اعتبر الجنرال المتقاعد طلعت مسعود أنه إذا كانت القوات الباكستانية قد أرسلت قوات لحفظ الأمن الداخلي في السعودية، فهذا أمر قد يقبله الشعب الباكستاني، بل ويرغب فيه. لكن الشعب الباكستاني يتخوف أن تكون مهمة هذه القوات لها هدف آخر.
يُشار إلى أن الوجود العسكري الباكستاني في السعودية ليس جديدا، كما أن إسلام آباد عضو في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي يقوده قائد جيشها المتقاعد الجنرال راحيل شريف.