بعد مرور 24 ساعة على زيارة الوفد السعودي برئاسة المستشار في الديوان الملكي نزار العالولا إلى لبنان، يستعد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارة الرياض خلال الساعات المقبلة.
وسيتوجه الحريري برفقة وزير الداخلية نهاد المشنوق للقاء الملك السعودي وولي العهد محمد بن سلمان تلبية لدعوة تسلمها من العلولا.
وهذه الدعوة هي الأولى من نوعها بعد أزمة سياسية غير مسبوقة، جاءت على خلفية إعلان تقديم الحريري استقالته يوم 24 نوفمبر 2017 من الرياض وليس من بيروت، ليعود ويتراجع عنها لاحقاً عقب عودته للبنان.
في ذلك الوقت، وبعد إعلان الاستقالة، بقي الحريري في المملكة لمدة أسبوعين وسط ظروف غامضة حول إمكانية احتجازه هناك، لتنتهي بوساطة فرنسية أخرجته من الرياض إلى باريس ومن بعدها إلى لبنان، بعد حملة قامت فيها الدبلوماسية اللبنانية بالمطالبة بعودته بعدما اعتبره الرئيس اللبناني ميشال عون "محتجزاً" رغم إرادته في المملكة.
الحريري وبعد لقائه موفد الديوان الملكي السعودي، قال في بيان له إن السعودية هدفها الأساسي أن "يكون لبنان سيد نفسه، وهي حريصة على استقلال لبنان بالكامل". وأكد أنه سيلبي دعوتها في أقرب وقت ممكن.
ويبدو أن تلبية الدعوة جاءت بسرعة غير متوقعة، وذكرت مصادر صحفية إن الحريري سيتوجه الى المملكة ليل الثلاثاء ليصل صباح الأربعاء 28 فبراير إلى الرياض، في زيارة ستستمر حتى يوم الجمعة 30 فبراير.
وسيتخلل جدول الزيارة نقاش حول كيفية عودة المملكة كلاعب أساسي في الساحة اللبنانية. فالرياض تنظر باهتمام إلى اقتراب موعد الانتخابات النيابية اللبنانية يوم 6 مايو 2018، وفي جعبتها مجموعة من الأسماء التي تحاول تسويقها على لوائح تيار المستقبل، الذي ينتمي له سعد الحريري.
وعليه، مهدت السعودية لهذا الحوار بإشاعة مناخ التهدئة والانفتاح في لقاءات موفدها مع رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون ومع رئيسي الحكومة ومجلس النواب.
وقالت السعودية بوضوح على لسان العلولا إنها "تقدر جيداً قيام الرئيس عون بزيارته الرئاسية الأولى إلى المملكة متمنية فتح صفحة جديدة من العلاقات".
وطبقاً للمصادر التي ذكرها موقع هاف بوست عربي البريطانية، فإن إرادة المملكة بالدخول الى الساحة اللبنانية من باب الانفتاح جاءت بعد فشلها في فرض "انقلاب" حكومي، بعد استدعائها لرئيس الحكومة سعد الحريري و"إلزامه" تقديم استقالته مباشرة على هواء قناة العربية التابعة لها.
وكانت علاقة المملكة بالحريري قد مرت بأكثر من مرحلة توتر، أولها رافق ترشيح الحريري لعون رئيساً للجمهورية، وصولاً إلى شبه الصدام الذي برز في كلام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن اتهام حزب الله بالمنظمة الإرهابية تزامناً مع صياغة البيان الوزاري للحكومة اللبنانية الذي عاد وكرس ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
الخلاف بين المملك والحريري وصل إلى حده الأقصى عند تلاوة استقالة الأخير واحتجازه في المملكة في نوفمبر الماضي.