انطلق في دبي مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (وان-إيفرا) في الشرق الأوسط، اليوم الأربعاء، بحضور أكثر من 300 مشارك، وصفهم الإعلام الرسمي "خبراء دوليين مرموقين".
وأكد عمر سلطان العلماء وزير الذكاء الاصطناعي أن الصحف التقليدية تواجه تحديا وجوديا حقيقيا في عصر تقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، موضحا أن المستقبل هو في مدى قدرة الإعلام التقليدي على مواكبة التغيرات.
واستعرض، في كلمته التي ألقاها باللغة الإنجليزية وليس اللغة العربية، في افتتاح المؤتمر، التغيرات التي طرأت على صناعة الصحف منذ بدء عصر الأتمتة مرورا بعصر الفضائيات ثم الانترنت وأخيرا عصر الذكاء الاصطناعي.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن الفرصة متاحة وبشكل كبير للصحف والمؤسسات الإعلامية للاستفادة من هذه التحديات وخلق فرص منها لمواصلة تقديم رسالتها الإعلامية بالاعتماد على الابتكار والإبداع.
وأضاف وزير الذكاء الاصطناعي "ما أود التركيز عليه فيما يتعلق بتطوير الإعلام يكمن في كلمتين هما: التغيير والصدق"، على حد قوله.
ويجمع الحدث السنوي بين "أشهر دور النشر الإعلامية والصحفيين، وصانعي السياسات والأطراف المعنية في المنطقة، بهدف اجتذاب المواهب الإبداعية وتمكينها، واستطلاع أوضاع المؤسسات الإخبارية والإعلامية وآفاق تطورها مع انتشار المحتوى الرقمي"، بحسب مصادر رسمية.
ويستدرك خبراء إعلاميون تركيز المؤتمر على الجانب الفني والتقني من تطور وسائل الإعلام، دون تناول موضوعي لقضايا الإعلام في الدولة ومنطقة الخليج التي تضررت إعلاميا بصورة كبيرة جراء الأزمة الخليجية الراهنة والمستمرة منذ نحو 8 شهور، بسبب إقحام أطراف في هذه الأزمة للإعلام كوسيلة لمهاجمة الآخرين واستخدامها سلاحا ضد السلم الاجتماعي لشعوب الخليج.
ويقول، مراقبون، بل إن الأزمة الخليجية كلها اندلعت على خلفية اختراق وكالة الأنباء القطرية وما تبعها من ذلك من تطورات كان الإعلام أبرز لاعب فيها.
المؤتمر لم يناقش معايير العمل الصحفي ودور الإعلام في أزمات كهذه، أو دور الإعلام في بلورة الرأي العام الإماراتي والخليجي، كما يتساءل البعض عن غياب هذه الموضوعات.
وتجاهل المؤتمر غياب الحديث عن العلاقة بين الحريات عموما، وحرية التعبير والتشريعات الإعلامية وبين ازدهار النشر وتطور المحتوى وليس الاكتفاء ببحث البعد الفني لتطور وسائل الإعلام.
وبحسب منظمة فريدوم هاوس، فقد صنفت دولة الإمارات بأنها دولة غير حرة في مجال الإعلام والنشر، ما يعني تعذر قيامها بأي دور في تنمية النشر في الدولة أو خارجها، فيما وصعت منظمة مراسلون بلا حدود دولة الإمارات في المرتبة 120 عالميا على مؤشر الحريات الصحفية، ولم يتفوق عليها سوى نظام الأسد واليمن والسعودية.
متابعون، اعتبروا أن وجود وزير الذكاء الاصطناعي في هذا المؤتمر وليس كبار المسؤولين الإعلاميين يعطي رسالة بأن المؤتمر ذو توجهات تقنية وليس مسموحا فيه طرح أي قضايا ومشكلات تواجه العمل الصحفي والنشر ميدانيا.
وسبق خلال أعوام ماضية، أن منعت دولة الإمارات دخول صحفا ومجلات إلى الدولة كونها نشرت مضامين "غير متوافقة" مع توجهات الدولة.
والعام الماضي أغلقت السلطات في دبي موقع "أرابيان بيزنس" لمدة شهر وصادرت عددا من مجلتها لنشره تقريرا عن العقارات في دبي، اعتبرته السلطات "غير صحيح"، رغم سحب التقرير وحذفه من جانب القائمين على الموقع الاقتصادي المعروف.