دعا مقال بصحيفة غارديان البريطانية رئيسة الوزراء تيريزا ماي لوقف ما أسماه تملق لندن المخجل للسعودية لدى زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للبلاد الأربعاء المقبل، في حين قالت صحيفة تايمز إن الصدمة التي أحدثها ابن سلمان للمجتمع السعودي ربما تنتهي إلى اضطرابات.
وورد بمقال نشرته غارديان للكاتب سايمون تيسدال أن زيارة ابن سلمان لبريطانيا تمنح تيريزا ماي فرصة لإظهار التمسك القوي بحقوق الإنسان، قائلا إن كثيرين ببريطانيا وفرنسا، اللتين تشملهما زيارته المرتقبة، يعتقدون بأن ابن سلمان سيُفرض عليه نقاش جدي على الأقل حول استمرار نظامه في قمع المعارضين السياسيين والنشطاء، والتمييز المنظم ضد النساء، والاستخدام الروتيني للتعذيب وعقوبة الإعدام وحربه المدمرة في اليمن.
لا تنخدعوا
وأشار إلى أن ابن سلمان قلق بشأن زيارته للندن، خاصة أن مجموعات -بينها "الحملة ضد تجارة الأسلحة"- ستنظم احتجاجات بمناسبة الزيارة. وتوقع أن يُفرج عن المدوّن السعودي المحكوم عليه بالسجن عشر سنوات منذ 2012 بجدة خلال الزيارة، داعيا إلى عدم الانخداع بذلك.
ورغم التصريحات الإيجابية -في نظر الكاتب- الصادرة من تيريزا ماي، فإنه قال إن التحالف البريطاني السعودي خبيث؛ إذ يشجع أسوأ ما عند كل طرف، وينسف "القيم البريطانية".
وقال إن تيريزا ماي ليست مهتمة بضحايا اليمن، ولا المعارضين والأكاديميين أو الصحفيين السعوديين، بل بحجم الاستيراد السعودي، بما في ذلك العسكري، من بريطانيا، والاستثمارات عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتسجيل أرامكو ببورصة لندن بدلا من نيويورك أو طوكيو أو هونغ كونغ، ومكافحة "الإرهاب".
قشور غير مفيدة
واختتم تيسدال مقاله بقوله إنه يجب على تيريزا ماي وقف التملق المخجل لنظام قمعي، غير ديمقراطي، ولقائده الشاب الديكتاتوري الذي لا ترقى إصلاحاته المروّج لها بشكل مبالغ فيه إلى مجرد قشور لا تقدم ما يمكن أن يساعد في إحداث تغيير جذري بالسعودية.
أما صحيفة تايمز، فقد ركزت على سياسات ابن سلمان وبعض صفاته الشخصية، قائلة إن منتقديه يخشون من أن تؤدي قراراته المتهورة في السياسة الخارجية، التي تتمحور حول عدم الثقة العميق في إيران والافتقار إلى الدبلوماسية في الداخل؛ إلى زعزعة استقرار المملكة السعودية.
وقالت إن ابن سلمان شاب متعطش للتغيير بأي تكلفة، ونسبت إلى من التقوه قولهم إن رجليه وكفيه لا يستقران على حال، تعبيرا عن الرغبة العميقة في الحركة والإنجاز.
أهم الانجازات
وأضافت أن أهم ما فعله ابن سلمان خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها مقاليد الأمور بالسعودية تشمل شن حرب شرسة ضد اليمن، وحصار قطر، وعقد صداقة مع صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وإقامة تحالف "بغيض" مع إسرائيل.
واستمرت تقول إن الضرائب التي فُرضت لأول مرة بالسعودية هذا العام ستؤدي إلى بدء السعوديين المطالبة بإشراكهم في السلطة.
وقالت أيضا إن التناقضات في توجهات ابن سلمان ودوافعه لا تخطئها عين؛ فهو من جهة يحارب الفساد وينفذ إصلاحات، ومن جهة أخرى يشتري يختا بـ450 مليون جنيه إسترليني، وقصرا ريفيا بفرنسا هو الأغلى بين المساكن في العالم.