قالت صحيفة التايمز البريطانية، الأحد، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلق أعداءً أقوياء له داخل الأسرة الملكية ووسط النخبة المالية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر غربي بالرياض، أن الغضب في الأسرة الملكية سببه تركيز بن سلمان السلطات كافة في يده بعد أن كانت موزّعة بين عدة جهات.
وأضاف المصدر: "أصبح بن سلمان ينفرد بكل القرارات حتى أخطرها، بعد أن كان هناك حرص على الإجماع في صناعة القرار".
ولفت إلى أن أعضاء الأسرة ورجال الأعمال الذين اعتُقلوا واستُبعدوا من دائرة القرار "يشعرون بالإذلال وطعن الكبرياء"، كما أن أعضاء المؤسسة الدينية "يشعرون بالامتعاض"، فضلاً عن إغلاق مساحة الحرية السياسية التي كانت متاحة، وعدم التسامح مع أي انتقاد.
وقالت الصحيفة إن ابن سلمان أحدث تغييرات ليبرالية صادمة منذ أن تولى منصبه في يونيو الماضي، لكن انفتاحه هذا ترافق مع حملة الاعتقالات والتضييق، التي وصفها مراقبون بأنها "غير مسبوقة وخطرة للغاية".
وأشارت إلى أنه بعد أن عاد فندق "الريتز-كارلتون" بالرياض إلى وضعه الطبيعي عقب تلك الاعتقالات، فإن ميزان القوة في المملكة أصبح واضحاً.
وتابعت: "السعودية منذ تأسيسها، ظلت تُحكم بتحالف بين الأسرة الملكية وعلماء المؤسسة الدينية الوهابية؛ إذ تمنح هذه المؤسسة أسرة آل سعود شرعية حكم الدولة، وفي المقابل تمنح الأسرةُ علماءَ الدين بعض السلطة والمال".
لكن بمجيء بن سلمان، "تفكّك ذلك التحالف، ووصلت تلك المساومة التاريخية إلى النهاية، وأصبحت السلطة بيد الرجل الواحد الذي غيّر هيكل الحكم السعودي من جذوره"، بحسب المتحدث.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى تجريد الأمراء من أعضاء أسرة آل سعود من أي سلطة أو نفوذ كان لديهم على مختلف المؤسسات لتتجمع كلها في يد بن سلمان وأبيه الملك، الذي قالت بعض المصادر إنه يشارك في اتخاذ جميع القرارات الرئيسية، لكنه لا يفضل الأضواء.
وقال المصدر الغربي بالرياض للصحيفة إن الملك وولي العهد موجودان على الدوام في تقاليد أسرة آل سعود، لكن القرارات تُتخذ ببطء وبعد مشاورات وإجماع أو شبه إجماع، مضيفاً "في المستويات العليا من الأسرة في السابق كانوا جميعاً يتحدثون عن القرارات، لكن الأوضاع تغيّرت الآن".
وقال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبد الله السواحة لـ"التايمز"، إن منهج ابن سلمان هو نهج "من أعلى لأسفل" وفقاً لتقاليد المجتمعات القبلية، لكن الآخرين يرون أنه منهج استبدادي.
واختتمت الصحيفة تقريرها بما نسبته لمديرة الشرق الأوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش سارة ليا ويتسون، من أن اعتقالات فندق الريتز ثم اعتقال 11 أميراً في يناير الماضي، لاحتجاجهم على إلغاء الدعم الحكومي، وكل الاعتقالات التي وراءها دافع سياسي؛ تثبت أن ابن سلمان "ليست لديه رغبة حقيقية في تحسين سجل بلاده في مجالات حرية التعبير وحكم القانون".
وكانت الصحيفة قد تناولت جولة ابن سلمان الحالية في الولايات المتحدة، وقالت إن الهدف منها هو تغيير صورة السعودية لدى المجتمع الأمريكي، ويبدو أنها تريد القول إن هذا المسعى في الخارج تجهضه السياسات القمعية في الداخل.