قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن التدخل الأمريكي في سوريا مكلف ويخدم مصالح دول أخرى، وإذا كانت السعودية تريد بقاء القوات الأمريكية هناك فعليها دفع تكاليف ذلك.
وأضاف ترامب خلال مؤتمر صحفي له مع رؤساء دول البلطيق بالبيت الأبيض: "نعمل على خطة للخروج من سوريا، وإذا كانت السعودية ترغب ببقائنا فيها فيجب عليها دفع تكاليف ذلك".
ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن بلاده "أنفقت 7 تلريونات دولار في الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية، ولم تجن سوى الموت والدمار".
وكان الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد السعودي، قال لصحيفة "تايمز" الأسبوع الماضي، إن القوات الأمريكية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم يكن على المدى الطويل.
وبرّر بن سلمان مطالبته هذه بالقول: "إن وجود القوات الأمريكية داخل سوريا هو آخر جهد يوقف إيران عن مواصلة توسيع نفوذها مع الحلفاء الإقليميين".
وتابع: "وجود القوات الأمريكية داخل سوريا يسمح أيضاً لواشنطن بأن يكون لها رأي في مستقبل سوريا".
واعتبر ترامب أن "المهمة الأساسية للقوات الأمريكية في سوريا هي القضاء على داعش وقد تمت".
ومن المقرر أن يحسم ترامب خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، اليوم الثلاثاء، موقفه بشكل نهائي بخصوص الانسحاب من سوريا.
وسائل إعلام أمريكية ذكرت أن ترامب سيستمع إلى أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي، بحضور كبار الوزراء والقادة العسكريين، لمراجعة الأوضاع في سوريا، بعد أن تسببت تصريحاته بالانسحاب الأسبوع الماضي بجدل وفوضى، وظهر ذلك جلياً في تصريحات مسؤولي الخارجية والدفاع الذين أكدوا عدم معرفتهم بتفاصيل القرار.
وبحسب وسائل الإعلام فإن كلاً من الخارجية والبنتاغون على قناعة أن البقاء هو الاستراتيجية الصحيحة، وسيحرص وزير الدفاع جيمس ماتيس على الدفاع عن خيار البقاء، خاصة أنه سبق أن وضع استراتيجية بقاء طويلة المدى في سوريا كشف عنها أواخر العام الماضي 2017.
وتأتي هذه الأنباء بالتزامن مع الكشف عن عزم البنتاغون إرسال عشرات من الجنود إلى شمالي سوريا، وذلك في تناقض واضح مع تصريحات الرئيس الأمريكي التي أكّد فيها قرب خروج قوات بلاده من سوريا.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، عن مصادر من وزارة الدفاع (البنتاغون) ومن الإدارة الأمريكية قولها إن الخطط خضعت للنقاش لعدة أيام، قبل التصريحات الأخيرة الصادرة عن الرئيس ترامب، الخميس الماضي، بنيّته سحب القوات الأمريكية من سوريا "بوقت قريب جداً".
كما بدأت القوات الأمريكية وفق وكالة الأناضول التركية الرسمية، بناء قاعدتين بمحيط مدينة منبج (شمالي سوريا)، التي تسيطر عليها القوات الكردية المدعومة من واشنطن.
وحذر مراقبون عقب إعلان ترامب نيته الانسحاب من خطر أن تملأ كل من روسيا وإيران الفراغ الأمريكي، فضلاً عن مخاوف من عودة تنظيم "داعش" إلى المناطق التي تم طرده منها، وتحديداً محافظات شمالي شرقي سوريا الرقة ودير الزور والحسكة.