أكد الكاتب السعودي جمال خاشقجي أن “ما قاله بن سلمان يختلف عما شاهده حين كان فتى في سن المراهقة في تلك الأيام.
وفي مقال له في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، قال خاشقجي إن أول امرأة شاهدها تقود سيارة كانت في زيارة له إلى ولاية “أريزونا” الأمريكية، أما دور السينما التي تحدث عنها ولي العهد فلم تكن إلا “مقرات مؤقتة أشبه بالسينمات التي يدخلها الناس بسياراتهم في أمريكا، ولكنها كانت أبسط من ذلك بكثير”.
وأشار إلى أن “المنظمين لعرض الأفلام كانوا ينذرون الجمهور إذا ما اقترب أفراد “الشرطة الدينية” من المكان، كما كانت صور النساء ممنوعة من النشر على صفحات الجرائد المطبوعة، وفي وسائل الإعلام المرئية، واعترض على ذلك الوزير غازي القصبي لكن الملك خالد تجاهل تحذيراته بأن من شأن ذلك أن يجعل من المملكة نموذجا في التشدد والتخلف أمام العالم”.
ويضيف خاشقجي في مقاله: “محمد بن سلمان يرغب في تقديم سردية جديدة لتاريخ البلاد المعاصر، وهي سردية تعفي الحكومة من المسؤولية عن تواطؤها في تبني المذهب الوهابي المتشدد، الأمر الذي يناقض حقيقة ما وقع، مضيفاً “على الرغم من أن ابن سلمان محق في تحرير المملكة العربية السعودية من قبضة القوى الدينية المحافظة والمتعصبة، إلا أنه مخطئ في مسعاه للدفع بنوع آخر من التطرف”.
وعن العلاقة بين السعودية و”الإخوان المسلمين” التي هاجمها بن سلمان مرارا، قال خاشقجي إن المملكة “رحبت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بالمصريين الذين لاذوا بالفرار من مصر خشية أن يعتقلهم رئيسها جمال عبد الناصر عقاباً لهم على معتقداتهم”.
وعن الحريات في المملكة، قال الإعلامي السعودي “لا يجرؤ الناس في السعودية الآن على النطق، وتمّ وضع قائمة سوداء بأسماء كل من تجرأوا ورفعوا أصواتهم، وسجن المثقفين والشخصيات الدينية التي صدر عنها ولو القدر البسيط من النقد، وأخيرًا حملة مزعومة لمحاربة الفساد شملت العديد من كبار الأمراء ورجال أعمال”.
في سياق متصل، رد الإعلامي المصري حمزة زوبع، على اتهام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لجماعة الإخوان المسلمين بقتل الملك فيصل بن عبد العزيز.
وخلال برنامجه “مع زوبع″ على قناة “مكملين”، قال إن من يقف خلف مقتل الملك فيصل هي المخابرات العالمية؛ بسبب محاربة الأخير لـ”إسرائيل”، ومنعه النفط عن الولايات المتحدة، إلى حين إجبارها “إسرائيل” على وقف العدوان على الدول العربية، وفق تعبيره.