بات لاعب منتخب مصر وليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، مرشحاً لدخول المنافسة على الكرة الذهبية في 2018، بعد المستويات الرائعة التي يقدمها في الموسم الحالي مع ليفربول الإنجليزي، في الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليغ» ودوري أبطال أوروبا، إذ إن أرقامه التهديفية لا تقل عن الثنائي الأسطوري، البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، وثلاث خطوات قد تجعله يدخل السباق على هذه الجائزة الرفيعة وبقوة، وتتلخص في الفوز بأبطال أوروبا، والتتويج بلقب هداف الدوري الإنجليزي، والمرور إلى الدور الثاني في كأس العالم بروسيا.
وبعدما كانت أقصى آمال الجمهور المصري هو فوز محمد صلاح بلقب أفضل لاعب في إفريقيا، خصوصاً أن منتخب «الفراعنة» حقق اللقب مرة واحدة عن طريق لاعب الأهلي محمود الخطيب، فإن هداف ليفربول رفع سقف الطموحات لدى عشاقه بأن يصبح أفضل لاعب في العالم، ويتوّج بالكرة الذهبية عن السنة الجارية، ليحقق إنجازاً تاريخياً غير مسبوق للاعبين العرب، ويكرر إنجاز اللاعب الليبيري جورج ويا الذي فاز باللقب عام 1996، بينما بات احتفاظ صلاح بلقب أفضل لاعب في إفريقيا مسألة وقت إذا استمر على معدلاته التي حققها في أول أربعة أشهر من العام الجاري، كما أنه لن يكون بعيداً عن حصد اللقب أكثر من مرة في الأعوام المقبلة.
وفرض صلاح نفسه بقوة بعد تصدره قائمة الهدافين في الدوري الإنجليزي، وقيادته ليفربول إلى نصف نهائي أبطال أوروبا بعد هدفين حاسمين في ربع النهائي، ليصبح ترشيحه إلى «الكرة الذهبية» مطلباً جماهيرياً لمشجعي ليفربول، وليس من جمهور مصر والعرب المتعاطف مع محمد صلاح فقط وتألقه على المستوى العالمي.
واستطاع اللاعب، الذي نشأ في نادي المقاولون العرب، أن يضع نفسه في مصاف البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، اللذين احتكرا الكرة الذهبية في آخر 10 سنوات بحصول كل لاعب على الجائزة 5 مرات، خصوصاً أن اللاعب المصري حقق أرقاماً مذهلة حتى الآن تتساوى في بعضها مع ميسي ورونالدو، ويتفوق في أخرى عليهما.
وأمام محمد صلاح مشوار طويل لتحقيق حلم تتويج أول لاعب عربي بلقب أفضل لاعب في العالم، إذ لم يسبق لأي لاعب عربي الوصول إلى احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى، أو القائمة المختصرة التي تضم خمسة لاعبين، لاختيار أفضل لاعب في العالم.
وأولى هذه الخطوات هي قيادة ليفربول للفوز بلقب أبطال أوروبا، وهي البطولة التي سترفع من أسهمه كثيراً، وقد تكون نتيجة القرعة التي أجراها الاتحاد الأوروبي بمواجهة فريقه السابق روما الإيطالي، فرصة ذهبية بالابتعاد عن المرشحين الأبرز للقب، ريال مدريد وبايرن ميونيخ، رغم أن روما لن يكون نداً سهلاً بعد إطاحته ببرشلونة، إلا أنه لن يكون بقوة الريال أو البافاري.
أما الثانية فهي الفوز بلقب هداف الدوري الإنجليزي في موسمه الأول مع ليفربول، وهو اللقب الذي يعد صلاح قريباً من تحقيقه، خصوصاً أنه يتصدر لائحة الهدافينبرصيد كبير قبل نهاية البطولة بست جولات، وبفارق أربعة أهداف عن مهاجم توتنهام هاري كين، وهذا قبل الجولة 34 التي افتتحت أمس، بينما سيكون الفوز بلقب أفضل لاعب في إنجلترا حدثاً استثنائياً، سيدعم حظوظه رغم المنافسة القوية التي سيجدها من المرشح الأبرز للفوز باللقب، البلجيكي كيفن دي بروين. وأخيراً المهمة المونديالية المنتظرة للاعب مع منتخب مصر، إذ يقع على عاتقه قيادة «الفراعنة» إلى دور الـ16 للمرة الأولى في تاريخه، وسيتوجب عليه تخطي المجموعة الأولى التي تضم صاحب الأرض روسيا وأوروغواي والسعودية، ولا شك أن تحقيق هذه الإنجازات سيجعله على الأقل ضمن القائمة المختصرة للاعبين المرشحين للفوز بالكرة الذهبية. لكن ما هو شبه مؤكد أن فوز رونالدو والريال بأبطال أوروبا للعام الثالث على التوالي، أو تتويج ميسي بكأس العالم مع الأرجنتين، أو أن يحقق نيمار الشيء نفسه مع منتخب البرازيل، سيجعل الجائزة لا تخرج عن هذه الأسماء الثلاثة، لكن مجرد دخول صلاح في قائمة الخمسة أو العشرة الأوائل هو في حد ذاته إنجاز كبير.