قال مركز المخاطر العالمية "غلوبل ريسك إنسايتس" إن الحرب باليمن توسعت وباتت دولية، وإن السعودية زادت من تصعيد وتعميق الصراع في اليمن.
وذكرت الكاتبة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مريم معلوف في تحليل نشرة المركز أن احتمال نهاية سريعة للصراع باليمن بعد ثلاث سنوات على تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية ضعيف، وأكدت أن التحالف لم يحقق إلا مكاسب متواضعة، حيث أظهر الحوثيون أنهم لا يزالون يملكون القدرة على تهديد الرياض بزيادة الهجمات على مدن سعودية.
وشدد التحليل على أن المدنيين هم من تحمل وطأة الصراع الذي ساهمت كل الأطراف في تفاقمه، خاصة الأزمة الإنسانية التي باتت واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم اليوم، حيث يحتاج 22.2 مليون نسمة من أصل 27.5 مليون يمني للمساعدات الإنسانية، وحيث يعيش ثمانية ملايين نسمة على حافة المجاعة، بالإضافة لتضرر نحو مليون شخص من تفشي داء الكوليرا.
شروط غير مقبولة
وترى الكاتبة أن شروط السعودية للسلام باليمن، وهي النصر إلى جانب النزع الكامل لسلاح الحوثيين، شروط غير مقبولة، موضحا أن الصراع باليمن تصاعد دون رؤية واضحة في الأفق، إذ سعى الحوثيون للانتقام من ضربات التحالف بقيادة السعودية بشن هجمات صاروخية على المملكة، أدت بدورها لمزيد من هجمات التحالف.
وكان الهجوم بصاروخ على مطار الملك خالد الدولي قرب العاصمة الرياض في نوفمبر 2017 أبرز تلك الهجمات، وقالت المملكة حينها إن دفاعاتها استطاعت التصدي له.
وذكر التحليل أن السعودية اتهمت إيران بالوقوف وراء الهجوم ودعم الحوثيين، واعتبرت ذلك أعمال حرب ضدها، وردت عليها بفرض حصار على جميع المعابر البرية والموانئ والمطارات اليمنية، وهو ما قوبل بانتقادات، إذ اعتبر فريق خبراء من الأمم المتحدة ذلك بمثابة استخدام لتكتيك التجويع أداة للحرب.
أزمة إنسانية
وحذر الخبراء من ذلك في وقت يعتمد فيه اليمن بنسبة تتراوح بين 80% و90% على الغذاء والدواء المستورد، والوقود لتلبية احتياجات المواطنين. ولم يخفف ذلك الحصار إلا بعد أسابيع. ومن جهتهم منع الحوثيون الإمدادات الغذائية والطبية وقيدوا وصول عمال الإغاثة.
ونبهت الكانبة إلى أن معظم السكان اليمنيين يتمركزون بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون شمال البلاد، وهي المناطق الأكثر عرضة لضربات التحالف الجوية.
وأشارت إلى أن جماعات متطرفة كتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية استغلت الصراع باليمن وقامت بهجمات بعدن، وسعت كل من القاعدة وتنظيم الدولة للاستفادة من هذا الوضع وفراغ السلطة، مما عقد الأوضاع وخلط أوراق الأطراف المتحاربة بين فصائل متطرفة، وجماعات دينية وقبلية تدعمها من جهة إيران، ومن جهة أخرى السعودية وحلفائها خاصة دولة الإمارات.