كشفت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، السبت، عن لقاء جمع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسفيري دولة الإمارات والبحرين بالولايات المتحدة، في مارس الماضي.
وقالت الوكالة إن نتنياهو التقى السفير الإماراتي يوسف العتيبة أثناء تناول طعام العشاء في أحد مطاعم العاصمة الأمريكية، وكان يرافق العتيبة شخصيات أخرى.
وأوضحت أن السفير الإماراتي دعا نتنياهو وزوجته سارة إلى طاولته، مضيفة أنهما "تحدثا في ملفات سياسية (لم تذكرها)"، قبل أن يصافح نتنياهو السفير الإماراتي ويغادر المطعم.
ويأتي الكشف عن اللقاء بين نتنياهو والعتيبة والسفير البحريني عبدالله بن راشد بن عبدالله آل خليفة، بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من اتفاق إيران النووي، وهو القرار الذي لقي ترحيباً من السعودية والإمارات، باعتبار إيران مصدر تهديدٍ للسلام في المنطقة والعالم حسب ما يراه البلدان.
تقرير الوكالة الأمريكية هذه المرة جاء ليؤكد معلومات كشف عنها موقع "ميدل إيست آي"، في مارس الماضي، في تقرير مطوّل، أن أبوظبي "حاكت بدهاء شديد"، شبكة نفوذ شملت مسؤولين أمريكيين، ومراكز بحثية، وخبراء، ومتصيِّدين على وسائل التواصل الاجتماعي داخل الولايات المتحدة، واعتماد رسائل وأهداف تحاكي تلك الصادرة عن اللوبي الإسرائيلي.
وذكر التقرير أن استراتيجية الإمارات لشراء النفوذ في واشنطن تكثفت عام 2008، بعد كارثة شركة "موانئ دبي"، عندما رفض مشرعون أمريكيون إدارة الشركة لـ6 موانئ أمريكية، باعتبار أن ذلك يهدد الأمن القومي الأمريكي، لتسعى أبوظبي بعدها لمحو هذه الصورة السلبية.
وكُلّف العتيبة بمهمة رسم صورة جديدة لبلاده، باعتبارها شريكاً مهمّاً لأمريكا تشاركها مخاوفها الأمنية نفسها.
وأشار تقرير الموقع البريطاني إلى أن ترديد اللوبي الإسرائيلي رواية الإمارات نفسَها، لا ينبغي أن يكون مفاجئاً؛ لأن العتيبة استثمر في توظيف خبرات ومؤسسات تتعامل مع الإسرائيليين؛ إذ تمكن العتيبة، بواسطة شبكة من الاتصالات الشخصية في الإعلام وغيره، من زرع رواية الإمارات في الدوائر المحافظة بواشنطن، كما نقلت صحيفة "العرب" القطرية.
ويشرح التقرير كيف أن الإمارات لم تقتنع بإقامة علاقات شخصية مع النخبة المحافظة في واشنطن؛ بل عملت على صياغة خطاب خاص بها يتسم بالخبرة داخل أروقة المراكز البحثية، فلَم تستثمر أبوظبي ملايين الدولارات لشراء نفوذ في مراكز بحثية محافظة، مثل "أتلاتنك كونسل"، و"معهد الشرق الأوسط"؛ بل أنشأت "المعهد العربي لدراسات الخليج"، ليكون لسان حالها بواشنطن.
وأضاف أن الإمارات وظّفت نفوذها لدى المحافظين ودوائر صنع القرار، ليس فقط لمحاربة سياسة إدارة الرئيس أوباما الخاصة بالشرق الأوسط؛ بل وجهت آلتها نحو تشويه سمعة قطر.
ويوضح التقرير أن رسائل الإمارات المناهضةَ لقطر تكثفت حدّتها بعد أزمة الخليج 2014، فقد نشرت أبوظبي جيشها من متصيدي الإنترنت؛ لنشر مزاعم غير موثقة، اختلقتها مراكز بحثية مرتبطة بالإمارات واللوبي الإسرائيلي عن دعم قطر للإرهاب، وهي الرواية التي كررت نظريات المحافظين، التي تربط بين أي شيء إسلامي على أنه ينتمي إلى السلفية الجهادية.
وأكد التقرير أن علاقة جاريد كوشنر -صهر الرئيس ترامب- مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، واللوبي الإماراتي، وقُربه من اللوبي الإسرائيلي، جعلاه ضعيفاً أمام الخطة الإماراتية لحصار قطر؛ بل سعى كوشنر لإضعاف اعتراضات وزيري الدفاع والخارجية الأمريكية فيما يخص الأزمة.