تساءل رئيس حزب الحركة القومية التركي المعارض دولت بهتشلي، عن دور الرياض وأبوظبي مما يحدث في مدينة القدس، في إشارة إلى نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة الاثنين الماضي.
جاء ذلك خلال تظاهرة ضخمة في مدينة اسطنبول، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وممثلين عن دول منظمة التعاون الإسلامي، وبحضور شعبي ضخم، نصرة للقدس ورفضاً لمجزرة غزة الأخيرة.
وقال بهتشلي: "أين الرياض؟ في أي حفرة أبوظبي؟ أين اختفت القاهرة؟ تلك البلدان الإسلامية المعروفة تتهرب من المواجهة، وتحاول التعامل مع الوضع من خلال رسائل إدانة هزيلة دون التطرق إلى القدس والقضية الفلسطينية، على حد تعبيره.
وأضاف أن "القدس مسلمة وتحمل أثراً تركيا عميقاً، وهي فخر وهيبة إيماننا، ولا يمكن لأي عاقل أن يتحدث عن السلام في المنطقة بعد الاعتراف (الأمريكي) بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وقالت بهتشلي إن "أنشطة اللوبي الصيهوني، ورعونة ترامب، وسياسات نتنياهو القاتلة، قد أتت أكلها المسمومة".
ودعا إلى "محاكمة نتنياهو وعصابته في المحكمة الجنائية الدولية لما ارتكبوه من سفك لدماء الفلسطينيين"، قائلاً: "في غزة ارتكبت جرائم إنسانية، أدين السياسات الأمريكية الهمجية. اللعنة على إسرائيل وظلمها".
وكانت تركيا قد أعلنت الاثنين (14|5)، طرد السفير الإسرائيلي لديها، احتجاجاً على المجزرة الإسرائيلية التي أدت إلى استشهاد 62 فلسطينياً على حدود غزة، ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة الـ70.
وكان نتنياهو قال الخميس (17|5) هناك تطورات إيجابية في علاقتنا مع دول عربية، وقد فسرت مصادر دبلوماسية عبرية قوله، بأنه يقصد الإمارات والسعودية.
ولكن أدانت الإمارات جرائم القتل الإسرائيلية في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، فيما أكدت على دعم مطلب تشكيل لجنة تحقيق دولية في هذه الجرائم.
وتوترت العلاقات التركية الإماراتية منذ انقلاب عبد الفتاح السيسي في يوليو 2013، وشهدت خلال تلك الفترة بعض فترات الهدوء، لكن سرعان ما فجرت تعليقات لوزير الخارجية عبدالله بن زايد عن حاكم المدينة المنورة فخر الدين باشا قبيل "الثورة العربية الكبرى" التي قادها الشريف حسين ضد الدولة العثمانية- فجرت أزمة لا تزال متواصلة بين أبوظبي وأنقرة، عندما رد أردوغان بصورة جارحة على وزير الخارجية عبدالله بن زايد الذي اتهم فخر الدين بارتكاب جرائم في آخر عهد الدولة العثمانية.