أثارت صورة للسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، خلال زيارته جزيرة سقطرى اليمنية، حالة غضب لدى نشطاء يمنيين؛ بسبب ما وصفوه بإهانة المحتاجين وتواضع المساعدات المقدَّمة رغم الضجيج الإعلامي الكبير حولها.
زيارة السفير السعودي إلى أرخبيل سقطرى والتي استمرت 4 أيام، انتهت الخميس الماضي؛ لتهدئة الأوضاع بين الحكومة اليمنية والإمارات عقب قيام الأخيرة بمحاولة احتلال الجزيرة عسكرياً قبل أن تخلي قواتها منها.
ويظهر السفير آل جابر في صورة خلال زيارته للأرخبيل، وأمامه عجوز يمنية قُدِّم لها كيسان من الدقيق وكرتون يحتوي على مساعدات غذائية، ما اعتبره ناشطون يمنيون "إهانة".
وسخر الصحفي مجد الدين شكري، في صفحته على موقع "فيسبوك"، من صورة السفير مع العجوز اليمنية، وتواضع المساعدات رغم حضور كل تلك الشخصيات.
وقال شكري: "سعادة السفير السعودي آل جابر وكيسان من القمح وصندوق مليء بالمواد الغذائية بتكلفة تصل إلى 3 دولارات، يرافقهم وفد عالي المستوى من الوزراء والقناصل والدبلوماسيين والحرس والصحفيين.. ماذا أقول وعقلُ أعقل عاقلٍ فيهم عِقالُ؟!".
أمّا الناشطة فاطمة الأغبري، فكتبت بلسان العجوز اليمنية: "اجتمِعوا حولي والتقِطوا بعض الصور لتكون شاهدةً على حالي وحال الملايين من اليمنيين الذين أوصلتهم الحرب إلى هذا الوضع الإنساني المؤلم".
وأضافت الأغبري: "لقد أوجعت قلبي هذه الصورة، ومِن فرط ألمي تمنيت لو أنني أستطيع القفز إلى داخلها لأمسك بيد هذه المرأة وأقودها إلى منزلها، لأعلن بعدها حربي على كتيبة المتفرجين في هذه الصورة وكذلك على من يلتقط مثل هذه الصور ليزيد إهانتنا وذلنا باسم العمل الإنساني".
بدوره، اعتبر الصحفي محمد سعيد أن السفير السعودي، محمد آل جابر، يسير على خُطا بعض الجمعيات في توزيع الإغاثة وتصوير الفقراء بطريقة مهينة للإنسانية.
وتابع: "كنا سابقاً نقرأ سخط المتحزبين لاستغلال تلك الجمعيات حاجة الناس وتصويرهم والتبجح بها، واليوم لن يتحدث كائنات الدفاع عن السيادة والإنسانية حول صورة سفير الملك".
وقالت الناشطة فوزية الخامري: "مسكينة هذه الأم اليمنية! أهانوها وكسروا عِزة نفسها وأخرجوها من بيتها كي يسلموها كيسين (20 كيلو) وكرتوناً فيه حاجات بثلاثة دولارات.. السفير السعودي ووزراء يمنيون ومسؤولون أمميون ووجهاء ومرافقون وأكثر من 10 مصورين ينتهكون أمنها وأمانها ويمتهنون كرامتها في هذا الشهر الكريم".
ومنذ مارس 2015، تدور حرب في اليمن بين القوات الحكومية، مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، ومسلحي مليشيات الحوثيين، الذين يسيطرون على محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ 21 سبتمبر 2014.
ومؤخرا وقع خلاف كبير بين الحكومة اليمنية الشرعية وأبوظبي على خلفية إرسال الأخيرة قوات مسلحة لجزيرة سقطرى الخالية من الحوثيين دون تنسيق مع الحكومة، ما دفعها لوصف التواجد الإماراتي بـ"الاحتلال" وضغطت دبلوماسيا بقوة حتى أسفرت وساطة سعودية عن انسحاب القوات الإماراتية من الجزيرة تماما.
ولا تتوقف إعلانات الدعم والإغاثة التي تعلنها أبوظبي والرياض للشعب اليمني والتي يبدو أن بعضها لا يرضي اليمنيين لا بالشكل ولا بالمضون.