تساءلت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، الخميس، إن كان هناك قائد لدفة الحكم في الرياض من عدمه، مشيرة إلى أن وليّ العهد، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، يبدو مختفّياً منذ تبادل إطلاق النار الذي وقع قبل شهر بحيّ الخزامى.
وقالت الصحيفة الاقتصادية إن السؤال قد يبدو سخيفاً ومثيراً نظراً لأهمية المملكة العربية السعودية في صراعات الشرق الأوسط وسوق النفط العالمية، مضيفة: "إن ما يثير الشكوك والقلق لدى السعوديين بشكل كبير هو أن غياب بن سلمان تزامن وتطوّرات حسّاسة بالنسبة إلى الرياض".
ولفتت الصحيفة إلى انسحاب إدارة دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، وفوز حزب الله في الانتخابات التشريعية اللبنانية، مؤكّدة أنه "كان يُنتظر أن يؤخذ من بن سلمان كلمة للدفاع عن موقف بلاده".
ونقلت الصحيفة عن دينيس بوشارد، المتخصّص في الشرق الأوسط بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أنه "من المثير للقلق فعلاً أن بن سلمان، الذي هو في خطّ المواجهة ضد إيران، لم ينتهز الفرصة للتعليق على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على طهران، ثم تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، مايكل بومبيو، الاثنين الماضي".
وتابعت الصحيفة: "في بلد تزداد فيه الشائعات بسبب السيطرة الصارمة على الإعلام دفع غياب بن سلمان وسائل الإعلام الإيرانية وأخرى موالية لطهران إلى الادّعاء بأن بن سلمان أُصيب في محاولة انقلاب جرت ليلة 21 أبريل الماضي".
والليلة التي تتحدّث عنها الصحيفة هي تلك التي حدث فيها إطلاق نار ضد طائرة من دون طيار بالقرب من القصر الملكي بحي الخزامى، حسب الرواية الرسمية السعودية.
ولإسكات شائعات محاولة الاغتيال نشر بدر العساكر، مدير مكتب محمد بن سلمان، صورة التُقطت للأخير في القاهرة وهو بصحبة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وملك البحرين حمد آل خليفة، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. لكن الصحيفة الفرنسية لفتت إلى أن الصورة التي نشرها العساكر "غير مؤرّخة".
كما أن وكالة الأنباء الإثيوبية أعلنت، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، التقى ولي العهد السعودي في الرياض، الجمعة الماضي، في حين لم تنشر أي صورة عن هذا اللقاء.
لغز اختفاء محمد بن سلمان عن الأنظار في لحظة حاسمة بالنسبة إلى الملفّ النووي الإيراني يبدو ضبابياً للغاية، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن بن سلمان "أوجد لنفسه العديد من الأعداء في عالم الأعمال، وداخل المؤسّسة الدينية، وأيضاً داخل العائلة المالكة، عندما أزاح ابن عمه الأكبر محمد بن نايف من ولاية العهد، في يونيو الماضي.
وتساءلت الصحيفة الفرنسية؛ هل قرّر محمد بن سلمان أن يقوم بانسحاب تكتيكي تجنّباً لتحمّل مسؤولية النكسات الحالية في اليمن وسوريا ولبنان وقطر (الأزمة الخليجية)، أم أن صعوده المبهر قد توقّف؟
ولفتت في الوقت ذاته إلى اعتقال 7 مدافعين عن حقوق المرأة، وهو الملفّ العزيز على بن سلمان، بحسب "الخليج أونلاين".