اعتبرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن الولايات المتحدة باتت شريكة في الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها اليمن خاصة عقب تصريحاتها حول الهجوم المرتقب على الحديدة.
وكانت الإمارات قد طلبت من منظمات الإغاثة العاملة في اليمن إجلاء موظفيها قبل شن الهجوم على الحديدة، في الوقت الذي يجري فيه المبعوث الأممي الجديد لليمن، مارتن غريفيث، مشاورات مكثفة من أجل تجنب المواجهة العسكرية المقبلة في الحديدة تمهيداً لانطلاق مباحثات السلام.
وتقول المجلة ان الإدارة الأمريكية التي جددت التحذير من مغبة الهجوم على الحديدة، وفي ظل انشغالها بالتحضير لقمة ترامب – كيم، يبدو أنها باتت مستسلمة للعمل العسكري، الذي تعتزم السعودية والإمارات البدء به في الحديدة، وهو ما اعتبرته “مجموعة الأزمات الدولية ” ضوءا أصفر للتحالف من أجل البدء بالهجوم على الحديدة.
وكان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، قال في مؤتمر صحافي “أوضحنا للإماراتيين رغبتنا بمعالجة المخاوف الأمنية، وأهمية الحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية والتجارية لإنقاذ حياة الناس″، داعياً جميع الأطراف للعمل مع الأمم المتحدة.
هذا التصريح اعتبره خبراء يمثابة تراجع أمريكي عن رفض الهجوم على الحديدة، وهو ما يجعل الولايات المتحدة شريكاً في أي هجوم على هذه المدينة ومينائها الذي بات شريان الحياة الوحيدة لليمن.
وتنقل المجلة على لسان سكوت بول، مسؤول اليمن في منظمة “أوكسفام أمريكا” للإغاثة، قوله “إن الرد الأمريكي الفاتر كان بمنزلة ضوء أخضر لبدء الهجوم، وهو ما يجعل الولايات المتحدة مسؤولة عمَّا سيحدث من عواقب إنسانية.”
كما يرى ستيفن سيش، والذي عمل سفيرا سابقا لأمريكا في اليمن،أن تصريح بومبيو كان فاتراً جداً، ولم يرفع اي بطاقة حمراء في وجه هذه الهجوم الأمر الذي يشير إلى تراجع معارضة واشنطن له “.
وتقول المجلة في ختام تقريرها ان الرد الأمريكي الفاتر على هجوم” الحديدة “يلقي الضوء على الوضع الصعب الذي تعيشه إدارة ترامب في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط ككل.
كما تؤكد أن حرب اليمن التي تعتبر ساحة رئيسية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، دفع واشنطن إلى تقديم الدعم العسكري اللازم للسعودية والإمارات.