ستكون الأنظار شاخصة، اليوم، إلى ملعب «لوجنيكي» في العاصمة الروسية موسكو، حيث تتواجه روسيا المضيفة مع السعودية في افتتاح نهائيات النسخة الـ21 من كأس العالم.
ورغم أن المواجهة بين المنتخبين هي مجرد انطلاق لمنافسات المجموعة الأولى، إلا أنها تبدو مصيرية للفريقين الأدنى تصنيفاً بين المنتخبات الـ32 المشارِكة في النهائيات، لاسيما أن المجموعة تضم عملاقة أميركا الجنوبية الأوروغواي الفائزة باللقب مرتين، ومصر مع نجمها محمد صلاح.
ويدخل المنتخب الروسي، الذي يحتل المركز الـ70 في التصنيف العالمي خلف السعودية بثلاثة مراكز، المباراة الافتتاحية وهو تحت ضغط، لأنه مطالب بتحقيق نتيجة على أرضه وبين جمهوره، ومحاولة التأهل إلى ثُمن النهائي للمرة الأولى منذ انحلال عقد الاتحاد السوفييتي.
وستسعى روسيا إلى إثبات حضورها الكروي واستغلال استضافتها للمونديال للعبور إلى الدور الثاني، وتفادي ملاقاة مصير جنوب إفريقيا عام 2010، البلد المضيف الوحيد الذي لم يعبر الدور الأول في تاريخ كأس العالم.
لكن المؤشرات ليست مشجعة، إذ لم يفز منتخب المدرب، ستانيسلاف تشيرتشيسوف، سوى مرة واحدة في مبارياته الـ10 الأخيرة، منذ مباراته الأولى في كأس القارات، صيف 2017، ضد نيوزيلندا (2-صفر)، وكان ضد كوريا الجنوبية في السابع من أكتوبر (4-2).
وكان التعادل ضد تركيا 1-1، الأسبوع الماضي، في موسكو تاريخياً بالمعنى السلبي للكلمة، إذ أصبح تشيرتشيسوف أول مدرب روسي أو سوفييتي يفشل في تحقيق أي فوز في سبع مباريات متتالية.
وأنفقت روسيا 13 مليار دولار لاستضافة الحدث العالمي على أرضها، وبالتالي يأمل الجمهور المحلي أن يذهب منتخبه الوطني بعيداً في النهائيات.
لكن الفارق شاسع بين الأمل والواقع، حتى أن الرئيس، فلاديمير بوتين، بدا متشائماً بقوله «في ما يتعلق بالفريق، للأسف يجب الاعتراف بواقع أن فريقنا لم يحقق نتائج مهمة في الآونة الأخيرة».
وفي معسكر السعودية، التي تعود للنهائيات للمرة الأولى منذ 2006، لا تبدو الأمور أكثر إيجابية، إذ يدخل المنتخب الذي يشرف عليه الأرجنتيني بيتزي المباراة على خلفية ثلاث هزائم متتالية في مبارياته الاستعدادية ضد إيطاليا (1-2) والبيرو (صفر-3) وألمانيا بطلة العالم (1-2).
ولم يحظ بيتزي (49 عاماً) بالوقت الكافي مع المنتخب السعودي لتحضيره لمشاركته الخامسة في النهائيات، فهو عُيّن، في نوفمبر الماضي، خلفاً لمواطنه إدغاردو باوتسا، الذي أمضى شهرين فقط على رأس الجهاز الفني قبل الاستغناء عنه بعد نتائج مخيبة في مباريات ودية. ويأمل بيتزي أن يقود المنتخب السعودي إلى ثُمن النهائي على الأقل، وهي أفضل نتيجة حققها في تاريخ مشاركاته بكأس العالم (1994).
وتعوّل السعودية هجومياً على فهد المولد، الذي سجل هدف تأهل بلاده إلى النهائيات في مرمى اليابان (1-صفر)، خلال الجولة الأخيرة من الدور الحاسم لتصفيات آسيا، كما تأمل أن يستعيد محمد السهلاوي، صاحب 16 هدفاً في التصفيات الآٍسيوية، شهيته التهديفية بعد صيامه عن الأهداف في المباريات التسع الأخيرة. واستعداداً لمشاركتها في النهائيات، أرسلت السعودية تسعة لاعبين على سبيل الإعارة إلى أندية إسبانية في النصف الثاني من الموسم، بموجب اتفاق مع الهيئة العامة للرياضة السعودية، لاكتساب خبرة إضافية قبل المونديال.