غادر مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث صنعاء، اليوم الثلاثاء، بعد فشل مهمته في إقناع الحوثيين بتسليم الحديدة دون قتال.
وسعى غريفيث منذ السبت الماضي إلى التوصل إلى صيغة ترضى الطرفين لتجنب الحرب داخل مدينة الحديدة غربي اليمن.
وقال مصور وكالة فرانس برس في العاصمة اليمنية صنعاء، إن المبعوث اليمني وصل إلى المطار وغادر فورا، متجنبا التحدث إلى صحفيين، علما أنه عادة ما يدلي بتصريحات في ختام زياراته إلى صنعاء.
وأطلقت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها الأربعاء الماضي، بمساندة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، هجوما واسعا تحت مسمى "النصر الذهبي" بهدف اقتحام مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والسيطرة عليها.
ودخلت قوات الحكومة مطار الحديدة الثلاثاء، في وقت بدت المدينة الاستراتيجية وكأنها تستعد لحرب شوارع مع تراجع فرص حدوث اختراق سياسي.
وتضم المدينة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة الى ملايين السكان في البلد الذى يعانى من أزمة انسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.
لكن التحالف العربي بقيادة السعودية، يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على المملكة.
ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة او للحكومة المعترف بها دوليا لوقف الهجوم.
وكان أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أكّد الاثنين أن الهجوم باتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف إلا إذا انسحب المتمردون الحوثيون من المدينة من دون شرط.
وأبلغ مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة عبر الفيديو الاثنين عن أمله في أن تستأنف في يوليو المقبل مفاوضات السلام بين أطراف النزاع في هذا البلد، كما أفاد دبلوماسيون.
ويدور النزاع بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين في اليمن منذ نحو أربع سنوات. وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وبعدها على الحديدة.
وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية ان تؤدى الحرب في مدينة الحديدة إلى وقف تدفق المساعدات، لكن السعودية والإمارات سعتا الى طمأنة المجتمع الدولي عبر الاعلان عن خطة لنقل المساعدات في حال توقف العمل في الميناء.