اجتمع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الثلاثاء، مع نظيره مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، ضمن الزيارة الرسمية التي يقوم بها آل ثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت وكالة الأنباء القطرية (قنا) إنه تمّ خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى آخر تطورات المنطقة، لاسيما الأزمة الخليجية، وتداعيات الأوضاع الإنسانية في اليمن وليبيا وفلسطين وسوريا.
ويعدّ اللقاء الرسمي الأول الذي يجمع وزيرا خارجية البلدين منذ تعيين بومبيو على رأس الدبلوماسية الأمريكية خلفا للوزير السابق ريكس تيلرسون الذي كان قاب قوسين من تحقيق انفراجة للأزمة، قبل أن يتفاجأ بقرار تنحيته من الرئيس ترمب عبر تغريدة له.
وتأتي زيارة وزير الخارجية القطري إلى الولايات المتحدة موازاة مع تجدّد الحديث إعلاميا عن موعد انعقاد القمة الخليجية الأمريكية التي كانت مقررة شهر مارس الماضي، قبل أن تعلن الإدارة الأمريكية تأجيلها إلى شهر سبتمبر المقبل.
وبتاريخ 16 مارس الماضي، أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي، جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية والاستراتيجية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وسبل تعزيزها وتطويرها، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية (قنا) آنذاك.
ونقلت وكالة “رويترز″ عن وزارة الخارجية الأمريكية قولها إن بومبيو بـ”جهود وزير الخارجية القطري المتواصلة لمكافحة الإرهاب وتمويله”.
وقالت الخارجية الأمريكية، في بيانها أن بومبيو أكد أيضاً في الاتصال الهاتفي على “رغبة الرئيس دونالد ترمب في تراجع حدة النزاع الخليجي وحله في نهاية المطاف لأنه يفيد إيران”.
من جانبها، نقلت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، دعوة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لنظيره الإماراتي عبدالله بن زايد إلى العمل، على أن تدخل جميع أطراف الخلاف الخليجي في “حوار بنّاء” قبل عقد القمة الأمريكية- الخليجية.
وتزامنت تلك التصريحات مع عودة تحركات الوساطة الكويتية لمحاولة حلحلة الأزمة الخليجية، حيث أرسل أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، رسائل لزعماء الدول الخليجية، عبر ووزير خارجية الكويت صباح الخالد الحمد الصباح.
وعلّق وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح على تلك الزيارات بالقول إن “مساعي الأمير لحل الأزمة الخليجية مستمرة”، ووصف الأزمة بأنها “مؤلمة ومضرة لنا جميعا”.
بومبيو لدول الحصار: طفح الكيل !
وفي أبريل الماضي، قالت صحيفة “نيويورك تايمز″ الأمريكية في تقرير لها إنه في الوقت الذي تدرس فيه السعودية حفر خندق على طول حدودها مع قطر، ودفن نفايات نووية بالقرب منها، وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الرياض في أول رحلة خارجية له بصفته الدبلوماسي الأعلى في البلاد، برسالة بسيطة إلى السعوديين مفادها: “لقد طفح الكيل.. أوقفوا حصار قطر”.
وأضافت الصحيفة -في تقرير لها- أن صبر الأمريكيين بدأ ينفد تجاه ما يُنظر إليه في واشنطن على أنه نزاع مزعج داخل مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى أن بومبيو قال لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه يجب إنهاء هذا الخلاف، وفقاً لمسؤول كبير في وزارة الخارجية، أطلع الصحافيين على الاجتماعات، لكن لم يصرح بالكشف عن اسمه.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون أمضى كثيراً من فترة ولايته في محاولة التوسط في هذا النزاع، لكن دون جدوى، لافتة إلى أن السعوديين كانوا يعرفون أن تيلرسون كانت لديه علاقة متوترة مع الرئيس ترمب، وبالتالي تجاهلوه، لا سيما أن ترمب انحاز إلى السعوديين في الأيام الأولى للنزاع.
واستدركت: “لكن بومبيو -الذي هو أقرب إلى ترامب، وبالتالي يحظى باحترام أكبر- ذهب إلى الرياض لنقل الرسالة نفسها إلى جبير في اجتماع بعد ظهر السبت، وإلى ولي العهد محمد بن سلمان في وقت لاحق من تلك الليلة، ثم إلى الملك سلمان في اجتماع مخطط له يوم الأحد، والتي مفادها: “أوقفوا الحصار”.