وبعد خروج ممثلي قارة أميركا الجنوبية، البرازيل وأوروغواي، من دور الثمانية لمونديال روسيا الحالي 2018، بعد هزيمة البرازيل أمام بلجيكا بهدفين مقابل هدف واحد، أول من أمس، وهزيمة أوروغواي أمام فرنسا من الدور نفسه بهدفين دون رد، أصبح اللقب أوروبياً خالصاً، واقتصر الصراع على أربعة منتخبات للفوز باللقب الـ21، لتتواصل الهيمنة الأوروبية على البطولة بأربعة ألقاب متتالية، تاركة أميركا الجنوبية تلهث وراءها دون جدوى لمدة 16 عاماً متتالية.
ومنذ مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، لم تحرز قارة أميركا الجنوبية لقب بطولة كأس العالم حتى مونديال روسيا الحالي، وكان المنتخب البرازيلي هو آخر فريق من قارة أميركا الجنوبية يحرز اللقب، عندما فاز على المنتخب الألماني في المباراة النهائية بهدفين نظيفين للنجم رونالدو، هداف البطولة، وهذا اللقب هو الخامس للمنتخب البرازيلي، الذي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالمونديال، وضمن على الأقل الاحتفاظ بهذا الرقم القياسي حتى مونديال 2022 المقبل، في النسخة الـ22، بعد ابتعاد أقرب المنافسين له في عدد مرات الفوز باللقب عن إحراز البطولة في النسخة الحالية بروسيا، وهما المنتخبان الإيطالي والألماني برصيد أربعة ألقاب.
وقد فشل المنتخب الإيطالي في التأهل لمونديال روسيا بعد خروجه من التصفيات الأوروبية في وداع حزين، وخروج المنتخب الألماني من دور المجموعات لمونديال روسيا للمرة الأولى أيضاً منذ 80 عاماً، بعد احتلاله المركز الثالث للمجموعة السادسة خلف السويد والمكسيك.
وتقول الأرقام إن الفوز ببطولة كأس العالم، منذ نشأتها في عام 1930، عندما استضافت أوروغواي البطولة، وفازت بها كأول منتخب يحرز اللقب من أميركا الجنوبية والعالم بأسره، تناوبت على الفوز بها القارتان الأوروبية والأميركية الجنوبية، بواقع مرة لكل قارة بالتبادل حتى عام 2006، فيما عدا عامي 34 و38 عندما أحرزت أوروبا اللقب مرتين متتاليتين عن طريق المنتخب الإيطالي، وتساوت الكفتان برصيد تسعة ألقاب لكل منهما حتى مونديال عام 2006 بألمانيا، الذي فازت به إيطاليا.
وأحرزت أميركا الجنوبية اللقب تسع مرات، عن طريق منتخبات أوروغواي في عامَي 1930 و1950، والبرازيل في أعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002، والأرجنتين عامَي 78 و86، فيما أحرزت أوروبا اللقب حتى الآن 11 مرة عن طريق منتخبات إيطاليا في أعوام 1934 و1938 و1982 و2006، وألمانيا في أعوام 1954 و1974 و1990 و2014، وإنجلترا عام 1966، وفرنسا في 1998، وإسبانيا في 2010.
واحتكار القارة الأوروبية لكأس العالم في آخر أربع دورات يؤكد أن الكرة الأوروبية تتسارع خطواتها تاركة الكرة في أميركا الجنوبية تلهث من ورائها دون جدوى، ويؤكد أيضاً أن الكرة بالقارة الأميركية في تراجع منذ 16 عاماً حتى الآن، رغم ما تضمه منتخباتها من لاعبين يفوقون نظراءهم الأوروبيين في المهارات الفردية، ولكن يتغلب الأوروبيون عليهم بفضل الخطط التكتيكية المتغيرة دائماً، والوعي الحركي داخل الملعب، وأفكار المدربين المتجددة.
وبعيداً عن الصراع الأوروبي - اللاتيني على الفوز بكأس العالم، فقد شهد مونديال روسيا ابتعاد منتخبات ألمانيا والبرازيل والأرجنتين عن الوجود في الدور قبل النهائي للمرة الأولى في تاريخ البطولة، فلم يسبق أن شهد الدور قبل النهائي غياب أحد هذه المنتخبات عن الوجود في الدور قبل النهائي منذ انطلاق البطولة عام 1930، حتى مونديال البرازيل في 2014، غير هذا مونديال روسيا الحالي، الذي ربما يشهد أيضاً بطلاً جديداً، ليضاف إلى قائمة الحاصلين على كأس العالم، ليصل عددهم إلى تسعة فرق.