اعتبر عبد الله العودة، نجل الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، أن النظام الذي أقامه ولي العهد محمد بن سلمان، هو أكثر نظام تسلطي شهدته المملكة العربية السعودية، منذ عهد جده عبد العزيز آل سعود.
وفي مقال له نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، شدد العودة أن نظام بن سلمان أعاد السعودية إلى العصور المظلمة، مضيفاً أنه “في الوقت الذي قدم فيه عدد من الملوك وأولياء العهد السابقين وعدوا أو حاولوا إرساء بعض الآليات الديمقراطية فإن ولي العهد الحالي الذي يتولى فعلياً زمام القيادة يعيد المملكة إلى ما قبل شكلها الحديث”.
واعتبر “العودة” أن محمد بن سلمان يرسي ملكية مطلقة أكثر مما فعله أي من أسلافه، مذكراً في مقابلة له مع مجلة “ذا أتلانتيك” في أبريل الماضي، وقوله إن الملكية المطلقة لا تمثل تهديداً لأي بلد آخر بما فيها الولايات المتحدة، واعتباره أن فرنسا عندما كانت خاضعة لنظام الملكية المطلقة ساعدت في تأسيس الولايات المتحدة.
وأوضح العودة أن “ابن سلمان” فاته أن الملكيات المطلقة ثارت ضدها الشعوب، وهو بهذا الموقف تحديداً تبنى نظاماً ساد في فترات ما قبل المملكة الحديثة، وتخلى عنه معظم أسلافه بمن فيهم جده الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة.
واستعرض العودة في مقاله الوعود والمحاولات التي بذلها بعض الملوك وأولياء العهد السعوديين السابقين لوضع بعض أسس الحكم الديمقراطي، وكان من بين هؤلاء الملك عبد العزيز الذي وعد بعد سيطرته على الحجاز في 1924 بمجلس منتخب ومشاركة سياسية على أساس الشورى ولكن ذلك لم يتحقق.
وتطرق الكاتب كذلك إلى دور الملك سعود – وهو أول ملك من أبناء عبد العزيز- الذي اقترح إرساء ملكية دستورية، وهو اقتراح كاد يجد طريقه للتنفيذ، ومن بعده الملك فهد الذي قدم وعداً مشابهاً أثناء ولايته العهد ثم بعد تنصيبه ملكاً، وكذلك فعل أخوه عبد الله عندما كان ولياً للعهد.
وأكد العودة أن ابن سلمان لم يقدم وعوداً عدا تشديد قبضته على السلطة وممارسة القمع الديني، في حين أنه يعد في المقابل برخاء اقتصادي عبر مشروع “نيوم”.
ولخّص العودة رؤيته للمسار الحالي، معتبراً أنه “في الوقت الذي حازت فيه الإدارة السعودية الحالية على بعض الإشادة فيما يتعلق بخططها للرخاء، فإن الواقع يشهد بأن السعودية تعود إلى الماضي، وأنه بتخليه عن الوعد بالديمقراطية فإن ولي العهد الحالي ربما بصدد إعادة المملكة إلى العصور الوسطى.